العالم مصاب بالعمى بقلم: حازم الخالدي



هذه الحرب لم تحقق أهدافها بالنسبة لإسرائيل، وهي تدرك ذلك بعد أن أخفقت ، لذلك فهي تتمادى في الاجرام وارتكاب المجازر في ظل صمت عالمي لم نعهده في أي من الحروب السابقة مع الكيان الغاصب، وكأن العالم يتفق مع هذا الكيان في أهدافه التي أعلنها ، متناسيا معاناة الفلسطينيين على مدى أكثر من 75 عاما ، والحصار الأليم على قطاع غزة وحرمان الناس من أبسط مكونات الحياة .
ألا يدرك هذا العالم بعد 131 يوما من العدوان على غزة ، أن " إسرائيل" ، مهما ارتكبت من مجازر وحرب إبادة جماعية ، لن تستطيع تحقيق أهدافها، فبعد أن أعلنت سيطرتها على شمال غزة، وانسحاب ألويتها العسكرية ، اعتقدت أنها قضت على حركة المقاومة هناك لتتفرغ الى مناطق الجنوب ووسط غزة ، فإذا بها تواجه حربا جديدة في الشمال حيث خرج أكثر من ألفي مقاتل في الشمال، ليخوضوا حرب استنزاف ، وعمليات نوعية ضد جنود الاحتلال ، الأمر الذي أصاب قادة الاحتلال بالجنون والذعر ، فزادت عملياتهم غير الأخلاقية ضد الأبرياء من المدنيين ، فبدأت تقصفهم بطريقة وحشية في أماكن نزوحهم في رفح وفي المستشفيات ومراكز الاغاثة ، وتجبر المرضى والنازحين إلى مغادرة مستشفى ناصر في خان يونس. وهو المستشفى الأخير المتبقي في غزة، وتمارس كذبها لتضليل العالم بأنها تلاحق " إرهابيين" ،فيما " إسرائيل" هي الارهاب، لذلك تجدها تلاحق الصحفيين وتستمر في قتلهم لطمس الحقيقة ، وتمنع وصول المساعدات ومواد الاغاثة إلى الأبرياء لفرض المجاعة عليهم بعد أن وصلت إلى مرحلة كارثية، وبث الرعب والخوف في صفوف السكان لاجبارهم على الرحيل.
هؤلاء الصهاينة فئة مختلفة من البشر تستمع بقتل المدنيين وتمارس طقوسا احتفالية عندما يوجهون الاهانة للأطفال والنساء وكبار السن ،حيث يظهر ميلهم للشر والقتل ، بصورة لا أحد في العالم يفهم ما يفعله هؤلاء الجبناء الذين يستعجلون القتل والدمار ولا يستعجلون إنهاء الحرب ، وسط خذلان الدول العربية والاسلامية..
العالم الذي يتواطأ مع "إسرائيل" ويمولها بالأسلحة ، أصيب في العمى ولا يريد أن يرى الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين في غزة ، من ارتكاب للمجازر الجماعية،وحرب الابادة التي ما تزالت مستمرة ، ولا يريد وقف الحرب ، لا بل أنه يريد استمرارها ، غير مدرك أن هذا الوضع سيشعل حروبا جديدة في المنطقة والعالم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :