((ايمان وفاء وانتماء)). بقلم : زياد الغويري.


((كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )). هو الموت هادم اللذات مفرق الجماعات خاطف الأحبة وبمقدمتهم الأباء والأمهات رغم أنه الحق والحقيقة، لكن مكروه فهو منهي متاع الغرور إلى القبور ثم إلى الأجور، فاللهم بحق انك ارحم الراحمين أعظم أجر أحبتنا وثقل موازينهم واغسلهم بالثلج والبرد ونقهم من خطاياهم كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . تعدنا الأيام وضننا أننا عددناها فهي متاع الغرور هي الدنيا، بل الدنى ممر لا مقر، القدر اختار جيل البركة والطيبة والنفوس التقية النقية الصابرين المحتسبين حين كان الناس كل الناس بذات البساطة والعفوية والصدق قبل أن تغزونا مدمرة للروابط الإجتماعية الكورونا وقبلها العولمة.
حركت فيا صورة بعثها اخي الحبيب أبو عمران لواعج الذكرى حنينا ووفاء لمن لم ولن ننساهم يوما أو في دعاء صلاة الأغلى امي وابي عليهم رحمات الله ورضوانه وبركاته وقد انظم إلى رفقتهم الطيبة قبل أقل من شهر الغالي الخال العزيز ابو عماد عطا الله مفلح الغويري زوج اختي وابن خالي الذي ودعنا ليزيد حزننا حزنا الزميل بلال العجارمة كان قد التقى ابو عماد مرة واحدة ببرنامج يسعد صباحك ولما لمسه من وفاء وصدق وطيبة الخال العزيز ابو عماد آثر إلا أن يشارك بعزاءه وفاء لتلك الطيبة. رحيل وفقدان الخال ابو عماد أضاف حزنا جديد لكنه القدر اختار حبيبا جديدا من ذلك الجيل المعتق بطيبة النفس وكرامتها بعد أن خنقنا الفراق وغصت به الروح منذ فراق حبيبنا الأول والدي الغالي صايل نويفع الغويري في ٢٠١٥ ثم لم يمهلنا القدر أن نداوي شيئا من جراحاتنا فما هو إلا والقدر يخطف الغالية الحبيبة أمي في اقل من خمس سنوات بسنوات الوحشة والغربة الكورونا ٢٠٢٠. حتى الوداع لم يكن وداعا كان صدمة لم نفق منها بعد، كيف لا وابي هو الذي علمنا كيف يكون الايمان والانتماء والحب والوفاء والتضحية والفداء فعلمنا وجميع اخواني من جرار زراعي كان مصدر قوتنا وعيشنا في بيت شعر كان يضمنا ألفة ومحبة فيما كانت أمنا الصابرة الوفية الحرة الغيورة وفاء لأسرتها قدوة لأمهات، لم ولن يتكررن في عقيدة وجهاد الحياة ممن ارضعن الانتماء مع الحليب حيث لم يكن الخبز فرنا والماء كوزا بل كانت الأم هي الحياة صانعة الجيل و مربيته ومعيشته جنبا لجنب مع عميد الأسرة و ربانها تشهد جباههن وجباه آباء وأمهات على عرق الكرامة والشرف وصفاء ونقاء السيرة والمسيرة حيث كانت معيشتنا بصدق ومحبة وكرامة بيت الشعر الذي ما هان ولا هنا وعن الكرامة والعزة والوفاء ما توانى. هو القدر ايامنا عجلة وفقد لاغلى الغوالي وتمر ذات الذكريات لتعيدنا إلى ذلك الحضن الأدفىء أما وأبا حيث القطائف الرمضانية التي توشك أيامه أن تضلنا لتعيد وجع الذكرى والم الحنين وشوق يغلفه النحيب دعاء بأن يتغمدهم واموات المسلمين جميعا بعليين حيث فقدت قريتنا الوادعة صروت الغالية وكم من موطن يالفه الفتى وحنينه دوما لاول منزل ما يزيد عن ٢٠ من رفاق العمر جيل الطيبة والبركة والمعتق بالمودة والرحمة الحقة خلال سنوات قليلة خوالي . وفي وقت ها هو شعبان يضلنا ليذكرنا بمواسم الطاعة والعبادة حيث لم يكن يصوم عليه صلاة ربي وسلامه تطوعا في شهر أكثر مما كان يصوم في شعبان شهر ترفع فيه الأعمال ويغفل فيه الناس ولا يجب أن يغفل المؤمن عن عبادة أو طاعة. يأتي أيضا مذكرا بأيام يشجو فيه الوفاء لأولئك الرائعون ألفة ومحبة ووفاء وها هي الذكرى تأخذني إلى جلسات الغالية الحبيبة أمي ودعواتها الصادقات واقوالها الماثورات يا من يدرى من يلحق رمضان ها هي الرمضانات تتابع يا أماه يا اغلى الأحبة بعد رسول الله الذي قال امك ثم امك ثم امك ثم ابوك في بيان الأحق بحسن الصحبة فباستثناء العبادات تتوالى تلك الأيام ورمضاناتها فاقدة معناها بعدكي وبعد ابي والجيل الاول بطيبة ايمانه ينتظروا رمضان من عيده ، أماه النحيب يشجو نشيد الشوق داعيا لله لكم بصدق وإيمان. اثار في أيضا تلك اللواعج عدا الصورة وداعنا قبل ايام لأم من الأمهات الأوائل جدة زوجتي بل جدتنا جميعا المرحومة الفقيدة الغالية ام عثمان الربابعة التي كانت عاشت اول حياتها بمغارة في كفر ابيل تلك الفلسطينية المعتقة بحب الأردن وفلسطين معا وبصدق الوفاء والانتماء لهما معا بعد أن كانت قدمت من فلسطين عروسا بعمر ١٦ عاما للمرحوم ابو عثمان الربابعة فاختارت كفر ابيل مقرا لها ولايتامها بعد رحيل زوجها صابرة محتسبة كونها قرية أردنية وادعة جميلة مطلة على الغالية فلسطين احببتني جدتي الغالية ام عثمان بصدق كحفيد لها عليها رحمات الله وبركاته فما كانت الاردن وفلسطين الا الأقرب دينا ونسبا ودما ومصيرا تشهد العلاقة كما تشهد دماء الشهداء فاللهم انصر اهلنا بغزة هاشم نصرا عزيزا وفتحا مبينا اجعل حربهم على اليهود قتلا ودمارا وجلاء وتحريرا لفلسطيننا واجعل حرب اليهود عليهم بردا وسلاما يا ارحم الراحمين يا الله يا رب احفظ الأردن وطنا وقيادة وشعبا أمنا وإيمانا وناصرا ومعينا لإخواننا وأهلنا بفلسطيننا وامتنا كل من حضر عزائها شهد كما نشهد بطيبتها وتضحيتها ومات زوجها فما كان منها إلا وان ضمت طفلاتها وطفلها تحت جناحها راعية للأيتام والرسول عليه صلاة ربي وسلامه يقول أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار إلى السبابة والوسطى وفرق بينهما شيئا يسيرا نسال الله ختاما أن يتغمدكما يا والدي و جدتنا ام عثمان و الخال العزيز الغالي ابو عماد و الذي ودع دنيانا الفانية قبل نحو شهر من الآن_ ومن كنا ودعنا من أهل الغالية صروت _خلال السنوات القليلة الخوالي والتي لا تربو سنواتها عن عقد كان هو الأسرع في عمرنا وعجلة ألزمن_ برياض جنات حتى نلتقيكم بعليين بلقاء لا فراق بعده ابدا بعد أن نرتوي من يدي رسولنا الكريم شربة من نهر الكوثر لا نضمأ ولا نفترق بعدها ابدا . وهنا فإنها فرصة تذكرنا بالكافي وعظا وتذكيرا (الموت) فلنغتنم خمسا قبل خمس كما جاء في الحديث الشريف ((اغتنموا خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك وشبابك قبل هرمك و صحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك ) ولندرك بعمق قولا وفعلا الحديثين الشريفين ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) (( لا تزولا قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن شبابه فيما ابلاه وجسمه فيما افناه و ماله من اين اكتسب وفيما أنفق وعلمه ما فعل فيه)). فلنعد ونستعد كما في الحديث الشريف ((تركت بينكم ما أن تمسكتم بهن لن تضلوا ابدا كتاب الله وسنة نبيه)) وفي ايات الذكر المحكم الحكيم (( كبر مقتا عند الله أن تقولو مالا تفعلون))((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون))(( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)) والصلاة والسلام على رسول الله عليه صلاة ربي وسلامه




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :