« أوراق الورد » بقلم؛ طلعت شناعة


عمانيات -
عندما ظهرت عليّ « اعراض لوثة الأدب « ، كنتُ في الصف الثالث اعدادي في مدرسة تابعة لوكالة الغوث بمدينة « الرصيفة « .
وحينها بدأت القي « الكلمات الصباحية « بشكل يومي ..واذكر انني اخطأتُ في « اول كلمة « وخاطبتُ زملائي قائلا :
« أبنائي الطلَبَة «
وذلك تقليدا لما يقوله مدير المَدرَسة.
وطبعا ، تعرضتُ لوابل من التعليقات من رفاقي ومن المعلمين.
ثم.. سارت الامور بشكل جيّد ومحترم بعد ذلك..واعتدتُ على « الميكروفون « وعشتُ حالة المذيع ألذي عليه ان يعدّ كل صباح « موضوعا « لقراءته للطلبة.
وتلك كان بداية ما يُعرف ب « الشّهرة «.
انتقلنا بعدها إلى مدارس « الحكومة « ، وتابعتُ رحلتي مع « الميكروفون « ومع الكلمات الصباحية.اضافة لنشاطاتي الثقافية والفنية...ككتابة التمثيليات واحيانا اخراجها.
ظل الأدب والثقافة هاجسي .. وكان لا بُدّ من « فتاة مُلهمة « .. ووقع الخيار على احداهنّ وكانت اصغر مني بعامين.
تخيّلتُها « مُعجبة « بي بعد ان نقل لها شقيقها معلومات عن نجاحاتي في المدرسة.
وهكذا بتّ انتظرها ضمن قافلة الطالبات « ذوات المريول الازرق «.
وبسبب تعلّفي بالأدباء والشعراء، وتحديدا العشّاق منهم ، وأيضا اعتدادي وثقتي بنفسي واحساسي بالتميز ، ( اعتمدتُ ) تلك الفتاة كمشروع « حبيبة «.
وكنتُ اعتقد ، من باب الهبَل وربنا السذاجة ، ان فتاتي لا بدّ ان تكون مثلي « مثقفة «.
واذا يوم ( باغتُها ) وهي بالطريق الى المَدرَسة ،
وناولتُها كتاب « أوراق الورد « للكاتب مصطفى صادق الرافعي..والذي تناول رسائله إلى ميّ زيادة.
طبعا ، تفاجأت الفتاة وكانت بالصف الثاني اعدادي بمناداتي لها وسط زميلاتها وثانيا حين عرضتُ ان تأخذ « الكتاب» .
وقالت « ما بدّي « !

فانسحبتُ حزينا لأنها رفضت استلام الكتاب الذي كان يحتوي على « رسالة غرامية « تحمل اشواقي إليها وكنتُ وقتها بالصف الأول ثانوي.
..
من يومي
كائن مش طبيعي !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :