عيد " الكذّابين " بقلم: طلعت شناعة




صحيح كثر الكذب وأصبح له»مدارس» و»كليّات» ومنظّرون، وسياسيون ومفكرون وأُدباء ومسؤولون وفنانون وفضائيات. كلهم يكذبون وان اختلفت الأشكال والأنواع.

اليوم ، ورغم أنني ضد الكذب ،باستثناء كذب الشعراء والمحبين واحيانا «عندما يضطر الرجل ان يكذب على زوجته»، او الكذب «الاستثنائي». الا أن مسألة الكذب والاهتمام بها مرة في العام تُعد من وجهة نظري ، ظُلما. أولا لأن المناسبة» كذبة نيسان» تعني قطاعا كبيرا وواسعا وشاسعا من البشر. وهناك من يجيد «تبرير» الكذب ويلف ويدور ويضع الكذب في قوالب جميلة مثل قالب الجاتوه، يضع فوق «القالب» حبة فراولة وكريمة تجذب انتباه الآخرين إليه.

وقديما، عندما غنى العندليب عبد الحليم حافظ « حلو وكذاب ليه صدقتك»، اثارت الاغنية بمعانيها عقول العشاق الذين اتخذوا من الاغنية» نهجا» عاطفيا، و»مساحة» من التسامح لحبيباتهم اللواتي اضطررن للكذب ، ربما إمعانا في التدلل والتمنع،طمعا بالمزيد من المشاعر.

حتى جاءت وردة الجزائرية وغنت» أكذب عليك لو قلت بحبك لسه». لتثير شهية المتشككين في الطرف الآخر. لولا ان المطربة ميادة بسيليس» أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن « كذبك حلو». وبالتالي حسمها المطربون العرب و»أفتوا» بجواز الكذب وتحديدا بين العشاق فقط.

لكل ذلك ولأهمية الموضوع،أقترح انشاء حزب او نقابة للكذابين، والمؤكد انه سيكون»حزبا» كبيرا وعالميا .

الغريب أننا او معظمنا او البعض منا بات لا يميز بين الحقيقة والكذب خاصة فيما يتعلق بالامور والاحداث والتصريحات السياسية. ربما لكثر الكذب ونُدْرة الصدق. حتى ان الواحد منا، صار يشك في كلام أقرب الناس اليه.

ومن الكوارث انك حين تكون صادقا في مشاعرك او نواياك،تُواجَه بالتشكيك. وحين تلحّ في أنك « والله العظيم صادق بمشاعري»،تجد الطرف الآخر يرفع لك حواجبه»معقول في حدا صادق بمشاعره هالايام»... ؟

واذا كان او كانت " جريئة او وقحة»، تقول لك: العب غيرها ،كثار حكوا لي هالحكي. وعندها تظن نفسك، مخلوقا من كوكب آخر، وجاي على الأرض بطريقة الغلط.

وبالمناسبة السعيدة أقول لإخوتنا الكذابين، كل عام وانتم بخير ..!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :