" يوميات الحزن العادي " بقلم: طلعت شناعة




ربما كان كتاب الشاعر محمود درويش / النثري، ( أول) ما قرأتُ للشاعر الذي شغل الدنيا بقصائده ومواقفه. وذلك قبل ان أبلغ» سنّ القراءة» بشكل «احترافي» وقبل ان أن اتحوّل الى « دودة / كُتب» كما يُطلق عليّ بعض اصدقائي.
كانت البداية إذاً، مع «حُزن» محمود درويش وفي زمن مبكّر من عُمري. عندما قادتني لهفتي للتعرف على تجربة «سفير الحلم الفلسطيني»، من خلال»يومياته» التي تناول فيها «أحزانه واحزان شعبه وقت النكبة».
وقتها،.. لم يكن الفتى قد أقام «علاقة بعد» مع « السيّد الحزن».
كنتُ الهو» بالكلمات»، فرِحاً بما يقع بين يديّ من اوراق لاقاربي او من تلك التي التقطها في الشارع ،فأتوقف،لأقرأها «من باب الفضول» ومثل أي «صبيّ» شقيّ.
كنا ـ وقتها ـ اطفالاً ،نظن ان « الحزن» «رفاهيّة» للشعراء،يكتبون عنه لضرورات «فنيّة».
كنّا «نبكي» دون «حزن».ولم نكُ نعلم ،بل كنا «نستغرب» كيف يمكن لرجل او سيدة ان « تبكي».
فالصغار وحدهم الذين «يبكون». أما الكبار ف»يحزنون». واحيانا «يموتون» من «شدّة الحزن».!!
وكلما فقدنا «عزيزاً» علينا، استسلمنا للحزن.وشعرنا وكأننا « نعيد» اكتشاف» السيّد الحُزن». او ،للدقّة،أعدنا « اكتشاف» مخزوننا من «الحزن».
يارب ..
لا نريد فرحاً كثيرا
بل نريد حزناً .. أقلّ !




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :