وانا مارق ( حَسّيت). بقلم : طلعت شناعة



ثقافة جديدة أُضيفت الى ثقافاتنا، وهي تمثل أحكاما على الناس وعلى أعمالهم من خلال «وجهة نظر» سريعة وعلى طريقة «وأنا مارق ... حسّيت».
فحين سألت جارنا محمد عن أحواله، قال: «أنا حاسس» إن الناس كل ما تطورت حياتهم، إزدادوا تعاسة.
وحين اتصلَتْ صديقة زوجتي سناء وسألتُها عن زوجها قالت» أنا حاسّة» إنه مشغول فكره دايما، الله يستر، مخه يروح لبعيد.
طبعا المرأة حين تقول هذا الكلام تعني تفكير الزوج بامرأة أُخرى. بس زوجها رجل عاقل ولا يكرر أخطاءه.
نادرا ما أتابع الردود على ما أكتب، وهذا ليس من باب التكبّر ـ لا سمح الله ـ، بل زَهق مش أكثر. أحدهم كتب لي: يا أخي «أنا حاسس» إنك بتكتب أشياء معقولة.
ولم أفهم، هل كان يمدحني أم يذمني.!
يحدث أن تنسى رد التحية على أحدهم. فقد أصبح رأس الواحد منا مثل «كرة القدم»، الكل يشوطه. إضافة « للزهايمر» المبكّر اللي صايب الكل.
تنسى ان تحيي جارك أثناء انهماكك باخراج السيارة من الكراج. ويكون العقاب بـ «نميمة» من الجار الذي يشيع بين الكائنات أنك متكبّر، ولكي يضخم الموضوع يعمم رأيه قائلا «الكل حاسس» إنك شايف حالك.
طبعا الذي لم يقله : على إيش ؟.
أما الزوجات فأكثر الكائنات ممارسة لثقافة «أنا حاسس» .
فكلما نسيت إحضار «ربطة خبز» ، تجد زوجتك، تعمل لك «عُرُس» وحين تقدم لك فنجان القهوة «على الريق» تقول لك بكل حِنّية: «أنا حاسّة» إنك مخبّي إشي عني. ولسان حالها يقول: اعترف أحسن لك..!!
ويكون نهارك: عسل او بطيخ أو عكّوب أو بقدونس.
«أنا حاسس» إنّي طوّلت عليكم،.. بكفّي لهون!!.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :