العام الدراسي في غزة بقلم : حازم الخالدي



اقترب العام الدراسي من نهايته في معظم الدول العربية وفي العالم أيضا، وأطفالنا وطلابنا في المدارس ينتظرون شهاداتهم العلمية ليفرحوا بنجاحهم وانجازاتهم التي تحققت طيلة عام من العلم والتفكير والتفوق الدراسي.
شارف العام الدراسي على نهايته وبدأ الأطفال وأهاليهم يفكرون "في اليوم التالي "، الذي يجعلهم يقضون أياما من الفرح والتسلية والرفاهية وقضاء إجازة الصيف إما في بلادهم أو السفر إلى الخارج أو أي برامج للتسلية في حقول متنوعة وما أكثرها في هذه الايام في عصر الرقمنة والابتكار والحريات الوهمية ، يمكن لهؤلاء الأطفال أن يلتحقوا بأي منها ، أو في برامج ترفيهية ممتعة لهم تأخذ جانبا من المتعة والتسلية..
أطفال غزة كما كل التلاميذ في العالم العربي انتهى العام الدراسي لهم ، ولكنه عام مختلف تم تسجيلهم في سجلات الشرف في قطاع التعليم للسنة الدراسية، 2023/2024، منهم من حصل على أعلى درجات الشهادة فارتقى شهيدا في سبيل الله بين القصف وتحت الدمار داخل بيته أو في خيمته أو ملاذه الآمن؛ بين المستشفيات والمدارس الخاوية أو أماكن النزوح ، ومنهم من بقي صامدا في أي مكان في غزة التي تغيرت تضاريسها ومعالمها وجغرافيتها بفعل القصف الاجرامي الهمجي .. قضى أطفال غزة العام الدراسي يجمعون الحطب ويقفون في الطوابير ينتظرون رغيف خبز، أو كأس ماء أو حفنة أو وجبة من الطعام ، تعلم أطفال غزة فيها أرقى الدروس وأكثرها عمقا وفكرا ، تعلموا فيها الصبر على الشدائد نالوا فيها شرف الدفاع عن كرامة الأرض.. وتعلموا فيها روح المقاومة بأن لا يفقدوا الأمل في العودة إلى بيوتهم ومدارسهم وبيوتهم .
كان عاما دراسيا مليئا بالتحدي والثبات ، رفع فيها الأطفال علم بلادهم وكأنهم يقفون في الطابور الصباحي المدرسي بين أقرانهم من التلاميذ وأمام معلميهم ينشدون النشيد الوطني لفلسطين، يقفون بين تلال الأتربة وبقايا الدمار ونيران الأسلحة وشظايا الصواريخ بلا خوف أو قلق أو تعب ..
هؤلاء الاطفال رمز الصمود والمقاومة، واجهوا كل ويلات الحرب والدمار؛ ولأنهم يعلموننا الصمود والشرف والتحدي سيكتب هؤلاء الأطفال سجلا جديدا من البطولة والفداء لن تستطيع كل كتب العلم أن تسجله أو تكتبه ، هؤلاء الأطفال سيروي كل واحد منهم القصص والروايات التي لن تكتبها كل الكتب المدرسية عندها سيحظى أطفال غزة بالطفولة التي يستحقونا ..
هؤلاء الأطفال علمونا أن كل ما يكتب في كتب المدارس من ديمقراطية وحقوق للإنسان دافع عنها الغرب كثيرا بأنها كذب في كذب ..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :