المصير بقلم: حازم الخالدي



الكل يتساءل عن مصير المقاومة ومصير حزب الله بعد استشهاد امينه العام حسن نصرالله ، الذي قتل بهجوم دقيق على مقر القيادة في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.
لا أحد ينكر أن الحزب شكل قوة عسكرية وسياسية كبيرة في المنطقة ، وكان مساندا للمقاومة في غزة وفلسطين منذ أن تأسس قبل أكثر من أربعين عاما، وأن مقتل أمينه العام حسن نصرالله سوف يشكل إحراجا كبيرا لايران ولمكانتها في المنطقة وخاصة أن الحزب يتلقى دعمه المادي والعسكري من إيران ويعمل على تحقيق أفكارها في المنطقة حيث دخلت في صراع مع "إسرائيل" ومع الولايات المتحدة الأميركية ، ولها استراتيجيتها للسيطرة على المنطقة والهيمنة عليها عبر بث أفكارها من خلال الاعتماد على حلفائها في المنطقة وحزب الله كان أحدهم.
الأمور تحمل غموضا كبيرا وقد بدأت الحلقة بالتفكك منذ مقتل الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين عبداللهيان ومسؤولين آخرين في شمال إيران في حادثة تحطم مروحية، ويبدو أن هناك خيطا رفيعا مخفيا بدأ يحيط العمليات لاضعاف المحور الإيراني وربما تكون شخصيات إيرانية مشاركة ومتحالفة مع هذا المحور من أجل تفكيك الترابط لمساندة المقاومة في غزة .
وتسارعت الأحداث منذ ذلك الوقت، وتصاعدت وتيرة المخططات لاضعاف المقاومة ،فكانت الضربة القوية استشهاد رئيس حركة حماس اسماعيل هنية على الأرض الايرانية في حادثة ما زالت نتائجها غامضة، وما يزال الرد الايراني أكثر غموضا ، مما يضع إيران في شبهة هذا التحالف الذي يريد قتل المقاومة ، وبعدها تواصلت الاغتيالات لقادة حزب الله فبدأ يتساقط الواحد منهم تلو الآخر وبصورة غريبة أكدت أن حزب الله مخترق من الداخل وأن " إسرائيل" تتحرك بداخله بحريتها.
هذا الوضع إذا بقي على ما هو عليه دون الكشف عن العناصر التي تعمل بداخله لصالح " إسرائيل"، فإن الحزب سيضعف ويتفكك وسيفقد كل عناصر التماسك، لا بل أن الأوضاع الداخلية للحزب ستؤثر على المقاومة في غزة وصمود حركة حماس ، ومعهم المدنيين الذين ظلوا متماسكين على مدى سنة كاملة من العدوان على غزة ..
لا أحد ينكر أن " إسرائيل" قضت على العديد من القيادات في حزب الله ، الذي عانى من اغتيالات وانتكاسات كبيرة في الأشهر الأخيرة، وحيدت الكثير منهم وعطلت التواصل فيما بينهم، واستطاعت أن تقضي على جيل كامل من القيادات، وبالتالي لا نعرف من سيأتي من أعضاء بالحزب ولا نعرف ما هي خبراتهم العسكرية، كي يستمروا في القتال والمساندة للمقاومة في غزة ، والامر مرهون باعادة حزب الله ترتيب صفوفه من جديد وبسرعة بحيث يعيد حيويته دون أن يفقد روح المقاومة..
الخسائر ليست قليلة والمصير مجهول في المنطقة وفي غزة أيضا ، لأن جبهة الجنوب اللبناني ظلت ومنذ بداية الحرب ترتبط في غزة، لذلك فالصمود الفلسطيني في غزه بالتأكيد سيرتبط بما ستؤول اليه الأوضاع في حزب الله والمقاومة في الجنوب اللبناني .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :