احتلال جديد بقلم: حازم الخالدي



لا يخفى أن الولايات المتحدة هي "إسرائيل" وهي خاضعة لسيطرة "إسرائيل " بشكل كامل ، فما تحدث به ترامب عن مشروعه لترحيل أبناء غزة وتفريغها لاقامة مشاريع استثمارية لصالح الولايات المتحدة الأميركية هز العالم كله ، لأنه مبني على أحلام صهيونية للاستمرار في الفصل العنصري والابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني .
يبدو أن ما يريده ترامب؛ تنفيذ مشروع استعماري جديد يقوم على استثمار خاص للمليارديرات الأميركيين لتحويل غزة إلى "ريفيرا " أو "لاس فيغاس " أو "أورلاند" باعتبارها أجمل الأماكن الترفيهية للاميركان، أو لتكون منافسا لمدينة سان دييغو،التي تحتضمن مناطقة سياحية متنوعة تجذب السياح من مختلف دول العالم.
المشروع الاميركي – الصهيوني ، له مرجعية استثمارية ، لم يخرج من "ترامب " وحده بل تم بالاتفاق مع "نتنياهو " و"ماسك " الذي تأتيه الأموال ولا يعرف ماذا يفعل بها، فهؤلاء مجموعة من البلطجية وقراصنة العصر الحديث ، الذين لا يعنيهم استقرار الشعوب ولا يعنيهم السلام فكل ما يقومون به هو "ارهاب"، ولا يدركون بشغفهم وحبهم للمال أنهم يذهبون بالعالم إلى حرب عالمية تقوم على كسب المال.
الرئيس الأميركي شخص مغرم ب "إسرائيل، توقعوا أن لديه خطط أخرى جاهزة للضفة الغربية وللمنطقة، وهي خطط لن تمر مرور الكرام، ولن تحقق العدالة والسلام لشعوب المنطقة،بل ستجلب الحرب والدمار والخراب .
هذه الخطة تعني احتلال وتطهير عرقي كما فعلت "إسرائيل " في غزة خلال عدوانها ،وهي خطة تثبت أن بايدن ونتنياهو شركاء في العدوان على غزة ، الذي استمر نحو 15 شهرا، فهل يعتقد العالم ومن تابع المشهد الذي استفز العالم ، أن يتم القبض على "نتنياهو"، وهو يقف إلى جانب ترامب، ربما لا يعرف أن هذا الرجل الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال لقيامه بارتكاب جرائم ضد الانسانية، ومعروف لدى العالم كله بأنه شيطان لديه مخالب وحشية للابنتزاز والقتل والدمار والتطهير العرقي .
يعتقد هؤلاء الاشرار أنهم يقومون برحلة استكشافية، يريدون فيها تحقيق أحلامهم في التوسع بالامبرطورية الاميركية ، التي ستنتهي قريبا مع هذه الطروحات والخطط التوسعية..هذه الخطط ستأخذ معها " إسرائيل" إلى الزوال والاندثار.
هذا هو الاستعمار الحديث الذي يتخفى وراء شعارات الاستقرار والرفاه والسلام والنمو الاقتصادي الذي يكون في النهاية على شكل ديون ومصائد للشعوب الفقيرة،وفي النهاية هم يحتلون الأرض .
إن ما يخطط له ترامب وعصابته بعيد عن الواقع ، وهي خطط ليست أكثر من أحلام مثل سمكة تلمع ذهبا في حوض زجاجي، تتخيل أنها قادرة على ابتلاع حوت العنبر ذو الاسنان الحادة ، وهي لا تستطيع أن تصل إلى محيط البحر، وفي النهاية تبقى داخل الحوض المائي ، أو أنهم يحلمون بالسفر إلى ما وراء مجرة درب التبانة، سعياً وراء رؤية الاستكشاف بين المجرات.
على العالم أن يواجه هذه الاحلام ويستيقظ ويقف بوجه هؤلاء الذين يلعبون بالبشرية كما يريدون، لأن مثل هذه الخطط سوف تدفع البشرية إلى المواجهة بحيث تتحمل تكاليف باهظة ستدفعها حتماً بسبب هذه الطموحات غير الواقعية..وسيدرك العالم أن الشعب الفلسطيني الذي تحمل الحروب وصمد بوجه كل الاعداء وواجه كل المؤامرات والخطط لمحوه ووقف بوجه المحو الثقافي والتطهير العرقي، ملتزم بأرضه وبحقوقه ولديه عقيدة راسخة متجذرة، فالبنسبة له فإن الأرض أكثر من مجرد مكان للعيش، بل هي هويته وتاريخه وحقه غير القابل للتصرف من أي جهة كانت .
خلال المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو، كان إلى جانبهم بالقرب من البيت الأبيض مجموعة من المتظاهرين الذين يطالبون باعتقال بنيامين نتنياهو؛ لانه مجرم حرب.
يجب على العالم أن ينهض ويعرف أن نتنياهو مجرم حرب مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :