واشرح لها .. عن حالاتي بقلم : طلعت شناعة


عمانيات -


كتب مواطن أُردني الرسالة التالية الى حبيبته «صََبحا»، وفيها يعبر لها عن معاناته الإنسانية والاقتصادية، وبخاصة بعد ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، من كاز وغاز وديزل وغيرها.

عزيزتي صبحا:

تعرفين كم أُحبّك، وهذه مسألة لا خلاف عليها. لكنني يا حبيبتي ومنذ أشهر أشعر أنني محاصر بالغلاء، تواكبها حالة «تضاؤل» الراتب، وعدم قدرة ما أحصل عليه

على سد احتياجاتي، ناهيك عن احتياجات عائلتي.

ومن هنا، صارت تطاردني الكوابيس. فأقوم في الليل مذعورا، أتخيّل الدائنين حولي يسعون للفتك بي من كل أرجاء الغرفة. وأرى أولادي الصغار يغفون مثل الخراف، عين تحرس نومهم وعين تخشى عليهم وحوش الدائنين.

كانت النافذة، نافذة البيت تعني لي الكثير. كانت في الماضي تحمل اليّ قبسا من روحك. وكنتُ ألمح العصافير وهي تنقر بلّور النافذة واتخيلها أصابعك تمتد إليّ بالحنان.

الآن، باتت النافذة ، ذاتها ،مشرعة على التعب والهموم. كلما، خشخش صوت في الخارج ظننتُ مصيبة قادمة الينا. فأجمع أولادي حولي، وأدثّرهم بنظراتي.

صرتُ ياحبيبتي رقما في كشف « السلف الشهرية». وصرتُ أهرب من عيون أصحاب المحال التجارية والبقالات. ولم اعد اوزع الابتسامات كما كنتُ أفعل سابقا. صارت النكتة عندي» فعلا ماضيا» جدا. بل أننا في البيت ، بتنا نخاف الضحك، ونسترجع ما قاله الاجداد» الله يسترنا من هالضحكة».

تخيلي..!

أمس كنتُ اعبر الشارع المقابل لأحد» المولات»، رأيتُ رجلا يُخرج كمشة دنانير من جيبه، يريد دفع ثمن «نصف خاروف»، بينما تستعد أُسرته للذهاب الى رحلة في « مزرعته ».

لا أكتمك يا حبيبتي أنني حسدته، وحسدتهم.

فكم مرّت اعوام على عائلتي لم تعرف النزهات. بل أن إبني الصغير سألني ذات ليلة وهو يشاهد التلفزيون، شو يعني «باربكيو»؟

لم أستطع الردّ، وهربتُ من الإجابة. وكنتُ أقول في نفسي: عالم ليس لنا!

عزيزتي صبحا:

أعرف أنني «قرفتك» بأحوالي، ومثلك لا يليق بها الاّ الورد. وأشعر أن روحي «يابسة». فمن أين أتيك بحلو الكلام، وحشايا القلب مليئة بالحزن.
أتمنى لك الخير، ودمت لمن يحبك.
«زيدان».




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :