حزب «الفيس بوك» بقلم: طلعت شناعة


عمانيات -

زمان ، أول ما عرفنا « الجرايد»، كان بعض الموظفين وبخاصة موظفي الحكومة يقضون وقت الدوام في « حل الكلمات المتقاطعة». وكان على المراجعين للدوائر الحكومية الانتظار أمام الشبابيك، ريثما ينتهي الموظف الى معرفة «الاسم الثاني لفنان عربي مشهور يبدأ بحرف العين».

وكانت « مصيبة المصائب» ان تطلب من الموظف « الإسراع» في إنجاز معاملتك. فالرجل « مشغول»، والكلمات المتقاطعة « ناقصة « حرف».

قليل « الحرف»؟ يعني « فلسطين ضاعت مش مهم ، بس الحرف. مشكلة.

هذا في الماضي..

أما في الحاضر..

فلم يختلف الوضع. وبدل إنشغال الموظفين بحل الكلمات المتقاطعة ، صاروا ينشغلون ب « الفيس بوك». وهنا يتساوى موظفو الحكومة والقطاع الخاص.

أعرف موظفين يحضرون الى الدوام قرابة العاشرة صباحا ، وينهمكون في التواصل الاجتماعي عبر « الفيس بوك « حتى موعد إنتهاء دوامهم. يثرثرون مع إخوتهم واقاربهم واصدقائهم « اللي اكتشفوهم بفضل الفيس بوك»، و سواليف مثل « شو طابخين اليوم « . ويكون الرد» ملوخية « وانتوا:. ويكون الرد وهكذا..

وللحقيقة ، فهم مخلصون ، ويحدث أن « يمدّدوا « دوامهم الى ما بعد الثانية اذا كان ثمة « نكتة» أو «إشاعة « أو « نميمة «.

الصراحة الجماعة ما بقصّروا!

أنا مش زعلان ولا عندي عقدة من « الفيس بوك « ولا من « اللي بيفسفسوا». لكني « مقهور» من مشاعر « البلادة « و» عدم المبالاة « وعدم الإحساس بالمسؤولية « تجاه الحياة ذاتها وتجاه العمل.

الغريب ، وما غريب الا « الفيس بوك»، أن هؤلاء « المدمنين»، لا يعترفون بأخطائهم. ويوهمون المسؤولين أنهم « منكبّون» على العمل. ومن يراهم يبحلقون بالشاشات الالكترونية ، يعتقد إنهم « جايبين الذّيب من ذيله» أو من « قفاه».

مجرد جماعة بتسلّوا وكما تقول أُم « عصام»( بكتلوا الوكت).

طيب ما ذنب « الوقت» حتى « يقتلوه».

الأصل أن يقتلهم هم ، فهو بريء مما يفعلون، «براءة الذئب من قميص يوسف»!!

ويحيا « الترهُّل»!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :