دلَع موظفين بقلم: طلعت شناعة


صحيح أن السنة 365 يوما ، لكنها عندنا في الأُردن تقل عن ذلك بكثير. فمعظم الموظفين وبخاصة في القطاع الحكومي لا يعلمون بنصف هذه الأيام ، هذا إذا كانوا يداومون في الأصل.

أقول هذا ليس انتقاصا من أحد من موظفينا. لكنني أتحدث عن فئة كبيرة للأسف الشديد لا تحرك ساكنا باستثناء الإنجاز الأهم خلال النهار وخلال الدوام وهو الإنشغال حد النهاية وحتى انتهاء ساعات العمل المخصصة والتي تناقصت بفعل الإمعان في الترهل والتسيّب. وأعرف موظفين لا يذهبون الى مكان عملهم وهو ما نشرته تقارير وبالأرقام حول وجود عدد من الموظفين يحصلون على رواتبهم وهم في بيوتهم أو في مكان عمل آخر.

ما أكثر الإجازات وما أكثر العطل وما أكثر التسويفات والتأجيلات لمعاملات المواطنين. مرة بسبب العطلة ومرة بسبب الطقس ومرة بسبب المزاج ومرة لأن حضرته لم يشرب القهوة بعد. مع أنه متأخر على الدوام.

معاملات الناس تظل حبيسة الأدراج أسابيع وأشهرا ولا سائل ولا مسؤول.

تذهب الى بعض الوزارات أو الدوائر أو المؤسسات في أي وقت وتجد المراجعين بالعشرات ينتظرون أن يقوم الموظف عن مقعده ـ هذا إذا قام ـ. والويل لمن يشتكي أو يعترض . تنام معاملته باقي السنة . فلا أحد يستنصر له ولا أحد يدافع عن حقوقه. الاّ إذا كان هناك مسؤول ، يسمع شكواه ويحرك المعاملة.

هناك موظفون ومسؤولون محترمون جدا ويأسرونك بلطفهم. لكنهم للأسف قلة قليلة.

تحتاج الى ( إذن إشغال ) لإكمال بناء بيت لك . تنتظر أياما وأسابيع وإذا كان حظك سيئا جدا ، يتصادف أيام عطل وإجازات وتعود للمربع الأول وهكذا تمضي معاملتك بين ( دلع موظف) و ( إجازات ) و ( ظروف جوّية).

ومثل ( إذن اإشغال) معاملات كثيرة والنتيجة واحدة ( تعطيل المواطن).

نحن الآن في نهاية شهر نيسان وغدا عيد العمّال ، مؤكد أن هناك معاملاتْ تم تأجيلها لبداية السنة الجديدة. يعني ( تعطيلا إضافيا) وهكذا نكتشف أن السنة في الأردن تُحسب بالساعات وليس بالأيام.

و ..."دلع عيني دلع"،،!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :