الدبدوب القاتل بقلم: طلعت شناعة



كاد حبي للدباديب أن يقودني الى « التهلكة « ويجعلني « عبرة» لمن يعتبر وعندها سيشمت بي الأصدقاء قبل «الأعدقاء».

فقد كنت بصدد التقاط صورة لمجموعة كبيرة من الدباديب التي كانت مرصوصة بعناية وبشكل جميل في منطقة « سقف السيل» بوسط البلد ـ لمن لا يعرف المكان ـ . وفجأة ، هجم عليّ كائن ضخم مثل « فيل»، وأمسك بيدي وثبّتها مثل « مَلزمة « الحديد وأخذ يصرخ: شو بتصوّر، ممنوع التصوير!
قلتُ له : يا أخي بصوّر الدباديب مش المفاعل النووي.
فزاد من صراخه ويده تُمسك بكتفي: قلتلك ممنوع. بدك تجيبلنا « الأمانة «.
وكان ذلك يوم « جمعة «. يعني « ما في أمانة ولا بلديات ولا ما يحزنون . الكل في إجازة ال « ويك إند «. ولهذا « تجرّأ « هذا الكائن عليّ معتقدا أنني سأفتح عليه باب « المخالفات» لكونه يبيع على عربة متجولة . والمؤكد انه « مُخالف» لقواعد البيع في وسط البلد. والا لما « عصّب « عليّ كل هذه العصبية.
كانت زوجتي معي وللدقة ، كنتُ أنا معها. وقد كان رأيها أن الحقّ مع البائع. يعني دارت ضدي. ونعم الزوجة.
كانت حجتها « أن الرجل يخاف من رجال أمانة عمان الذين يمكن أن يصادروا بضاعته. وإنت ـ وجّهت الكلام اليّ: كل همّك توخذ صورة وتعمل موضوع صحفي « وهوّ يروح في داهية.!
صار وضعي أكثر من صعب. فأنا أمام قوتين رهيبتين. إن أفلتُّ من الأُولى لن أسلم من الثانية.
وهنا ، اجتمع حولي عدة رجال من أتباع البائع الضخم، وحاولوا « الفتك « بي وأخذ الكاميرا. عندها ، جرّتني زوجتي من يدي وأخذت الكاميرا وقالت : إحنا جايين نشمّ الهوى مش جايين ندوّر على المشاكل».
غادرتُ المكان وعيني على « الدباديب» الجميلة التي تظل « نقطة ضعفي». فأنا أحب الدباديب « اللعبة « وليس النساء « الدباديب والدبابات».
وكنتُ أستمتع في حفلات كاظم الساهر عندما كانت المعجبات والمعجبين يرمون عليه « الدباديب» وهو يغني في « جرش». وكنتُ كلما « التقطتُ» دبدوبا ـ في الطريق ـ، ازددتُ سعادة خاصة إذا كان من حسناء. وكنتُ أعرف ذلك من « رائحته المعطّرة «. وأقول
« يا ريتني كاظم
أو بلغتهن .. كازم !!.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :