مفاجآآآآت بقلم: طلعت شناعة


عمانيات -

تحولت حياتنا الى سلسلة من المفاجآت.
فقد تفاجأنا باقتراب ( العيد). وعادة ما نتفاجأ بـ (أول أيام رمضان). وحين يكبر الواحد منا يقول : يا أخي مرت الأيام ولقينا حالنا على أبواب الثلاثينات.

ثم يتابع:يفاجأ الواحد بمعدله في التوجيهي ، ويتفاجأ بقبوله في الجامعة ويتفاجأ بالتخصص الذي يدرسه ويتفاجأ ب « البنت « التي تأسر قلبه في « سنة اولى جامعة « ويتفاجأ بانها لا تحبه وأن كل ما فعله كان مجرد خيال، وأن الفتاة تحب شخصا آخر وهي بذلك «فاجأته» وضاع الحب يا ولدي.

ثم يفاجأ الواحد منا بانه تخرج وتفاجأ انه لم يجد عملا ولا وظيفة مناسبة أو غير مناسبة. ويفاجا ان «الموضوع» يحتاج الى واسطة. ويتفاجأ ان الناس ـ كل الناس ـ تلجأ للواسطة.

ثم يذهب للزواج من بنت الحلال ف « يتفاجأ « ان المهور مرتفعة، وأن الزواج يحتاج الى مبلغ وقدره. ويتفاجأ انه غير قادر على تكاليف الزواج، ولكنه مضطر ، فالأمر في النهاية ـ شر لا بد منه ـ.

وعندما يتزوج، يتفاجأ أن الحياة الزوجية مختلفة عن الحياة السابقة. وأن العزوبية أفضل.

لكنه يتفاجأ أن زوجته حامل وانه صار ملزما بنفقات الولادة ومزاج المدام المتقلب خلال فترة الحمل. ثم يتفاجأ ان المولود أُنثى وهو كان يتمنى أن يكون ذكرا.

يتفاجأ أن الراتب لم يعد يكفي . فالأُسرة كبرت وصار عليه أن يقتسم المشاعر مع كائن جديد. ويتفاجأ أن زوجته لم تعد تهتم به وأن الصغيرة تنال كل الوقت وكل الاهتمام.

يخبر زوجته بذلك وبما يعاني. ويتفاجا أنها أكثر وعيا منه. ويذهب ليشكو همّه لصديق. ويتفاجأ ان (الحال من بعضه) وأن هذه المسائل عادية وان عليه الا يتفاجأ بأي جديد.

ينحاز للصمت ويتفاجأ ان زوجته صارت تشتاق اليه بعد أن نأى عنها جانبا.

ويتفاجأ أن الحياة تحتاج الى صبر والى طولة بال. وهكذا تمضي حياته مفاجآت بمفاجآت.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :