عمانيات - كشفت نتائج استطلاع جديد أجرته جمعية السيارات الأميركية (AAA) عن تراجع حاد في اهتمام المستهلكين الأميركيين بشراء السيارات الكهربائية، إذ أبدى 16% فقط من المشاركين رغبتهم في اقتنائها كخيارهم المقبل، وهي النسبة الأدنى منذ بدء الجمعية بتتبع هذه التوجهات عام 2019، بحسب ما نشره موقع "أويل برايس".

القلق من التكاليف لا يزال الحاجز الأكبر

ورغم النمو الكبير في عدد الطرازات المتوفرة وتوسّع قاعدة الشركات المصنّعة، فإن نتائج الاستطلاع أوضحت أن المخاوف المرتبطة بالكلفة لا تزال تُهيمن على موقف المستهلكين. فقد عبّر 62% من المشاركين عن قلقهم من تكاليف صيانة البطارية، بينما اعتبر 59% أن أسعار الشراء المرتفعة تشكّل عائقًا فعليًا أمام التفكير في التوجّه نحو الكهرباء.
وإلى جانب الكلفة، أظهرت نتائج الاستطلاع أن نصف الأميركيين تقريبًا لا يزالون غير مقتنعين بجاهزية السيارات الكهربائية للرحلات الطويلة، إذ قال 57% إنهم يشكّون في مدى ملاءمتها للسفر لمسافات بعيدة، بينما اعتبر 56% أن الوصول إلى محطات الشحن العامة لا يزال صعبًا، وأبدى 55% تخوّفهم من نفاد البطارية أثناء القيادة.

وعلّق غريغ برانون، مدير قسم الهندسة في الجمعية، على هذه النتائج قائلًا: "رغم أن قطاع صناعة السيارات يواصل التزامه بتوفير مجموعة واسعة من السيارات الكهربائية، فإن تردد المستهلك الأميركي لا يزال واضحًا، ولا يمكن تجاهله".

الوقود الرخيص والسياسة الغامضة يزيدان من التراجع

وأشار التقرير إلى أن تراجع أسعار البنزين خلال العام الحالي لعب دورًا كبيرًا في انخفاض الإقبال على السيارات الكهربائية. ففي عام 2022، حين بلغت أسعار الوقود مستويات مرتفعة، قال 25% من الأميركيين إنهم يفكرون جدّيًا في شراء سيارة كهربائية. أما اليوم، وبعد انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوياتها قبل عطلة "يوم الذكرى" خلال أربع سنوات، فقد تراجعت هذه النسبة إلى 16%.

كما ساهم الغموض السياسي المحيط بسياسات الحوافز الحكومية – بما في ذلك الإعفاءات الضريبية والمنح – في زيادة حذر المستهلكين. إذ انخفضت نسبة من قالوا إن الحوافز تشكل دافعًا للشراء من 60% العام الماضي إلى 39% فقط هذا العام، في إشارة واضحة إلى تآكل الثقة في استمرارية هذه التسهيلات.

صعود الرفض وتراجع التوقعات المستقبلية

في مؤشر مقلق آخر، ارتفعت نسبة الأميركيين الذين قالوا إنهم "غير مرجّح" أو "من غير المحتمل إطلاقًا" أن يشتروا سيارة كهربائية إلى 63%، بعدما كانت 51% فقط في العام السابق.

وحتى على مستوى التوقعات طويلة الأمد، فقد شهدت قناعة الجمهور بمستقبل السيارات الكهربائية تراجعًا كبيرًا، حيث انخفضت نسبة من يرون أنها ستصبح الشكل السائد للمركبات خلال العقد المقبل من 40% في عام 2022 إلى 23% فقط هذا العام.

ورغم دخول أكثر من 75 طرازًا كهربائيًا جديدًا إلى السوق الأميركية خلال السنوات الأربع الماضية، فإن بيانات الجمعية تشير إلى أن المستهلكين باتوا يميلون أكثر نحو السيارات الهجينة أو الهجينة القابلة للشحن، التي تجمع بين محرك وقود تقليدي ومحرك كهربائي. وتوفّر هذه الخيارات حلولًا عملية تقلّل من القلق المرتبط بمدى البطارية، وتتيح لسائقيها الاستفادة من الجانبين البيئي والوظيفي في آنٍ واحد.