المخمليات بقلم: طلعت شناعة


عمانيات - من أجمل اللحظات على العبد الفقير أن يتواجد في مكان يضمّ ـ حلوة يضمّ ـ نساء من « الهاي كلاس» أو كما نسميهن نحن «الطفرانين المكيودين» طبقة «اللي بشربوا الحليب بالشوكة».
وبخاصة حين «أنبلي» في عزومة أو حفل استقبال او حفل « استهبال « أو تلك الدعوات التي يكون الجلوس فيها «إنت وحظك» وبحسب الرقم ـ مش الرقم الوطني طبعا ـ.
كأن أتواجد حول مائدة وتكون على يميني سيدة « مخملية « وتبدأ بطرح أسئلتها عليّ من باب التعارف. عندها أبدأ بتأمل «مكياجها» وبخاصة إذا كانت سيدة كبيرة في السن، أو ممن تجاوزن سن الشباب. فتزكمني رائحة عطرها الثمين. وكذلك « إكسسواراتها « وملابسها الفخمة. وحقيبتها الجلد الأصلي. وأحيانا أتعرض لأسوأ ما يمكن ان يتعرض له أمثالي ، حين تقف في طابور لشراء « همبرجر « فتجد السيدة تفتح « شنطة « تحتوي عشرات الدنانير وكلك عملة صعبة، دولارات ، وكأنها تقصد « إغاظتك» وهي تستلّ رزم الدنانير أمام فقرك وناظريك.

النساء المخمليات الجميلات، حتى لا نخسر أيا منهن ، أصبحن يتواجدن أيضا في الندوات والمحاضرات وحفلات توقيع الكتب والحفلات الفنية . وقبل فترة تعرضت لموقف ـ مش ولا بد ـ . فقد جلستُ أكتب ما يقوله المتحدثون في ندوة. ولحظي العاثر دائما ، كان على يميني سيدة مخملية من جيل « ستي « أو «إمّي». السيدة كانت منشغلة طول الوقت بالنداء على ابنها « ميدو» الذي ، لسوء حظي كان يجلس بعيدا عن والدته. انتظرتُ أن تتوقف السيدة عن المناداة على « فردة كبدها «. لكنها لم تفعل. ملتُ نحوها ورجوتها أن تتوقف لأنني بالكاد أسمع كلمات المتحدثين. فما كان منها الا ان زجرتني بكلمات « إنجليزية وفرنسية « لم أفهم معناها ولعلها قالت « سوفاج او شتّ..» يعني من هذا القبيل.
واستمرت بالنداء على «المحروس /ميدو» الذي أصر على تعذيبي ورفض نداءات والدته.
ولكي تزيد الامور صعوبة عليّ، شاركت فتيات وسيدات مخمليات في الثرثرة وبصوت يثير الضجر. شعرتُ أنني محاصر بروائح العطر والكلام. اقتربت إحداهن وطلبت من والدة « ميدو» رقم تلفونها وكان ذلك بداية تعارف بينهما. كل ذلك على حساب مزاجي ومحاولتي التقاط كلمات المحاضرين الذين أكثروا من الكلام.
ساعة وتحولتُ الى « برميل « قهر قابل للإنفجار. وبعد أن انتهت الندوة ، رمقتني السيدة المخملية بنظرة من عيار « 55 ملمترا» وذهبت لتلتهم « الكورواسون» !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :