حالة حرب مستمرة بقلم: حازم الخالدي


لن تكون الحرب الايرانية الاسرائيلية أخر الحروب، فنحن في حالة حرب مستمرة ومنذ فترة طويلة، فلم تهدأ هذه المنطقة من الحروب والنزاعات على مدى سنوات كثيرة من هذا القرن وحتى من قبله، فهذه المنطقة هي منطقة صراعات،لأن كل العالم يتنازع عليها ..
لا يمكن أن نحصي التاريخ ولا السنوات لنتعرف على الحروب، فكل الأجيال ولدت وعاشت وتوفيت مع الحروب ،كانت بعض الأجيال التي سرقت منها أرضها تتمنى أن تعود إلى ديارها، ولكنها ذهبت ولم يتحقق حلمها بالعودة، ولكنها نقلت معاناتها ومأساتها إلى الأبناء الذين يتجرعون ويلات الحروب التي لم تتوقف وتزداد شراسة وعنفا ودمارا..
مرارة الحروب لا تنتهي في هذه المنطقة ولن تتوقف ، فنحن في منطقة تتوفر فيها كل معايير النزاع والقتل والانتقام ، والجاذبية لالتقاط جميع الطامحين الذين يتوقون للمنطقة لنهبها وسرقتها، حتى لا تزدهر وتكبر وتتطور، هذه هي منطقتنا عليكم أن تراجعوا حصة تاريخية وتتعرفوا على الحروب التي مررنا بها وشكلت لنا مآسي ، وأحمال كبيرة لم تتحملها الجبال.
هل يمكن لنا أن تعدد الحروب ونتذكرها؛ منذ بداية القرن وغاية الآن، منذ ان انتهت الحرب العالمية الأولى ، جاءت من بعدها الحرب العالمية الثانية ، وكانت حرب 48 ، وحرب السويس،وحرب 67 ، و82 ، والحرب العراقية الايرانية ، والاميركية العراقية ، عدا عن الحروب الأهلية التي عصفت في المنطقة هنا وهناك...
لماذا يقتل الناس والأبرياء من هذ الحروب الظالمة؟
هل تعرفوا عدد الذين لقوا حتفهم من الحروب منذ عام 1900 ولغاية الآن، لقد تجاوز العدد أكثر من 187 مليون شخص في العالم ،وربما يكون العدد أكبر من ذلك أو أعلى بكثير، وهذه غزة أمامننا التي استشهد فيها نحو 70 الف فلسطيني .
للأسف، أن الحروب تولد أحقادا، وتؤدي إلى ظهور حالات مختلفة في النفس؛ تظهر على شكل عصبيات وحالات من الانتقام والتفرد ،و تظهر على المدى البعيد في صراعات وبالتالي تفقد الدول سيطرتها على القرار فتتجه حتما إلى النزاعات والحروب والديكتاتوريات.. وتتطور هذه المفاهيم في المجتمعات فتصبح الحروب ثقافة، بدل أن نعيش في أجواء من الحريات والاستقرار والهناء.
نقول باسم كل المظلومين والمقهورين والمشردين والنازحين والجوعى ، كفى قتلا ودمارا وإبادة جماعية ، وخيبات لا تنتهي في عالم الأشرار ، الذين لا يشاهدون إلى السواد..
فهل نظل في حالة حروب مستمرة ، ونبقى نعيش في معركة كبرى ليس لها نهاية..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :