الإعلام ضمن الاستراتيجيات .. بقلم: حازم الخالدي



خلال فترة الربيع العربي وجدوا أن الإعلام انتقل من السلطة الرابعة إلى السلطة الأولى، متجاوزا السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ، نظرا لاهميته في عملية التغيير وسرعة الاستجابة والتفاعل في الشارع ، اليوم بعد العدوان الاسرائيلي على غزة ، والحرب الاسرائيلية الايرانية، أصبح الإعلام من الاستراتيجيات الحربية أو العسكرية، يوضع ضمن الأهداف التي يتم اتباعها ضمن الخطط الحربية ، وقد اعترفت سلطات الاحتلال الاسرائيلي باستخدام وسائل الاعلام الحديث في الحرب وبالذات الذكاء الاصطناعي.
وعندما شنت " إسرائيل " ضرباتها على إيران وقطعت الآف الأميال لتصل اليها، وضعت ضمن أهدافها ضرب المواقع الاستراتيجية المهمة في طهران ، وكانت من تلك الأهداف ضرب مقر التلفزيون الايراني الذي كان يبث برامجه إلى المواطنين مباشرة، لم يكن هناك سلاح ولم يكن التلفزيون مقرا لقادة عسكريين إيرانيين،ولكن تأثيره لدى الجمهور الايراني جعله ضمن الأهداف، وبعدها كانت إيران تحذر سلطات الاحتلال لإخلاء القناة 14 الاسرائيلية، وهي قناة اعتبرتها أنها قناة دعائية لبنيامين نتنياهو، وتقوم بدعم توجهاته السياسية والعسكرية ، وهي خطوات متبادلة لحرب إعلامية بين الجانبين ؛ إلى جانب الحرب العسكرية.
هذا يثبت قوة الاعلام وتأثيره على الجمهور ، وخاصة إذا كانت القنوات الاعلامية مركزا مهما في أساليب الدعاية تسهم في رفع المعنويات لدى الناس ، وبالذات في القضايا الحساسة والمهمة ، فيما الدول التي لا تحترم الاعلام ولا تعرف تاثيره ومن يديره بالتأكيد أن إعلامها سيكون ضعيفا بضعف أشخاصه لأنه لا يعرف أن يحدد أولوياته.
في الحرب الاسرائيلية الايرانية حاولت كل من ايران واسرائيل إخلاء الشبكة الاعلامية وتقييد أعمالها ورسائلها، بحيث تنتهي ولا تعود للبث مرة أخرى.
ونذكر أيضا في العدوان على غزة ومنذ بداياته ، فرض الكيان المحتل قيودا على مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية و(العربية في الداخل)، الذين ينقلون مجريات الحرب وإخضاعهم لتعليمات الرقابة العسكرية، التي تلزمهم بالحصول على تصاريح رسمية، بالتالي منع الجهات المقاومة سواء الفلسطينية أو العربية ، ليكون لها منبرا تستبيح الساحة الاسرائيلية.
حرب الاعلام لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية ؛وأصبحت اليوم توضع ضمن الأهداف الحربية،لأي دولة لها استراتيجات تضعها ضمن مخططاتها ضمن محتويات محددة وبرسائل عالية المستوى ، بحيث تحدث تأثيرا قويا لدى المتابعين ،لا أن يتم تحويلهم إلى معجبين.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :