عام من العزلة بقلم : حازم الخالدي



اليوم ينفك اسر طلبة التوجيهي، يتسنمون حريتهم بعد عام كامل من العزلة بين الأوراق والكتب وحصار في الغرف المغلقة.
اليوم ينتهي أخر امتحان في العام الدراسي ، ويعود الطلبة إلى حياتهم التي حرموا منها بفعل نظام تربوي قاس، أدخل فيهم الرعب والخوف والمعاناة ورسم حالة من الترقب لمصيرهم المجهول.
اليوم سيعود الطلبة إلى فضاء جديد من الحياة ، غابوا عنه لسنة كاملة ، بعد أن تحرروا من الغرف المغلقة ليعودوا إلى بروتوكولاتهم المعهودة.
اليوم لن ينظر طلبة التوجيهي إلى الكتب التي درسوها ، ولن يكون بيدهم كتب ولا دفاتر ولا ملاحق كتب ، ولن يعرفوا مكانها ولا يهمهم أن يعرفوا ما فيها، فالتذهب أينما تذهب ، ولن يتوقفوا عند أي معلومة للحفظ ، ستتبخر الآن ولن يكون لها مكان في مفردات حياتهم.
اليوم لن يشعر الطلبة بأي مخاوف ولن يحفظوا أي مسألة رياضية، لأن حياتهم العملية سيصنعوها بأيدهم ولن ينتظروا معلما ليلقنهم الدروس.
اليوم بعد أن ازحتم الدروس من حياتكم ،بإمكانكم أن تتأكدوا أن الحياة العملية ليست بالدرجة أو بالشهادة، وإنما فيما تخوضونه من دروس أن تصنعوها بإيدكم ، وليس بيد غيركم أو من يريد أن يلقنكم دروسا لا تساعدكم في الفهم والابتكار والتعليم ..
كانت الظروف التي مر بها طلبة التوجيهي خلال العام استثنائية، لم يتم فيها مراعاة الظروف التي عاشوها ،وبنفس الوقت طرحت العديد من الأسئلة حول نظام التوجيهي في الأردن والتحديات التي تواجهه ،ومدى تناسبها مع الحياة العملية، مع أن دولا عربية عديدة ولا نريد أن نقول دولا أجنبية؛ لديها نظام للمرحلة الثانوية أو التوجيهي ، ولا تصل إلى التعقيدات والصعوبات التي نمر بها، أو ليس لديها مستوى من الصرامة، ووصلت في بلادها إلى مراحل متقدمة ومتطورة سواء في الابداع أو الابتكار، وهنا علينا أن نراجع أنفسنا ونتوقف عند حالات الابتكار والاختراع والابداع وما حققناه على مختلف المستويات ؟ !
عليكم الآن أن تتكيفوا مع أنفسكم وعلى الأقل تحاولون بناء علاقات مع من يحيطكم وتشقون طريقكم في الحياة الجامعية أو الاتجاه بالانتساب لدورات تدريبية تسهم في تطوير قدراتكم، وتفكروا في حياتكم المقبلة وإلى أين تتجهون، ربما تحتاجون إلى بذل جهود عملية أكبر تساعدكم في تحقيق نجاح أكبر من الحياة التعليمية، وتتعمقون أكثر في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والفيزياء .. ربما تكافئكم الحياة أكثر في المرحلة المقبلة..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :