الولايات المتحدة الاميركية لم تعد ضمانة مطلقة لحلفائها
عمانيات - مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رافعًا شعار تقديم مصالح الولايات المتحدة على كل اعتبار، وجد حلفاء واشنطن أنفسهم أمام واقع جديد: الصداقة مع الولايات المتحدة لها حدود واضحة. هذا ما برز في العدوان الإسرائيلي على قطر، وفي خرق المسيّرات الروسية أجواء بولندا، وصولًا إلى فرض رسوم جمركية على شركاء كالهند.
الرسالة الأوضح جاءت من الخليج. فإسرائيل، الحليف الأقرب لواشنطن في المنطقة، شنت هجوما على الدوحة التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية. الضربة استهدفت قادة من حماس كانوا يشاركون في مفاوضات غير مباشرة بوساطة قطرية.
وعلى الرغم من انتقاد ترامب العلني النادر لإسرائيل، فإن وزير خارجيته ماركو روبيو سارع لتأكيد أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب ثابتة سياسيًا وعسكريًا، واعتبر أن ما حدث في قطر "قد حدث" وأن ذلك لن يضع العلاقات بين تل أبيب وواشنطن موضع اختبار ولن يؤثر على متانتها.
لكن في المقابل، لم تحظَ بولندا، العضو في الناتو، بالضمانة نفسها. فحين أعلنت وارسو أنّ نحو 20 مسيّرة روسية اخترقت مجالها الجوي، جاء الرد الأميركي أقل حدة بكثير، إذ اعتبر ترامب أن ما جرى قد يكون "خطأ غير متعمد"، قبل أن يحذّر بوتين من أن صبره "ينفد سريعًا".
في جبهة أوكرانيا، لم تحقق مساعي ترامب المباشرة للتواصل مع بوتين أي اختراق، في وقت يواصل الكرملين رفض تقديم تنازلات. وهذا يتعارض مع المقاربة الغربية القائمة على عزل موسكو وتشديد الضغط عليها.
اقتصاديًا، لم يسلم شركاء كبار. فقد فُرضت رسوم باهظة على الهند عقابًا لها على شراء النفط الروسي، بينما واجهت كوريا الجنوبية حملة ترحيل جماعية لمئات من مواطنيها ضمن مداهمات نفّذتها سلطات الهجرة الأميركية.
هذا النهج يعكس، وفق تحليل للمسؤول السابق في الكونغرس، داميان مورفي، "سياقًا من الضعف والفوضى والغرور". ويضيف أنّ بنيامين نتنياهو وفلاديمر بوتين يلمسان هذا الضعف ويحاولان استغلاله، وينجحان في تفادي التبعات التي كان يُفترض أن تفرضها واشنطن.
ترامب ومستشاروه يصرّون على أنّ الأولوية لمصالح الولايات المتحدة الجوهرية، وتقليص الالتزامات المكلفة التي امتدت عقودًا، في تناقض مع تعهّد الإدارة الأميركية السابقة برئاسة جو بايدن، بالاستثمار في التحالفات.
ويرى مورفي، المسؤول في "مركز التقدم الأميركي" للأبحاث المتخصّص في السياسة الدولية والأمن القومي، أنّ الواقع الجيوسياسي يناقض تصريحات ترامب بأنّ بوتين ما كان ليبدأ غزو أوكرانيا في العام 2022 لو كان هو، وليس بايدن، رئيسا للولايات المتحدة في ذلك الوقت.
لكن الواقع الجيوسياسي يشي بعكس ذلك. فبحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، بول بوست، هناك "انطباع لدى إسرائيل وروسيا بأن ترامب يسمح بمرور بعض الأفعال من دون عقاب". نتنياهو يثق في دعم ترامب السياسي له، فيما يعتقد بوتين أنّ بإمكانه اختبار الحدود بينما لا يزال الرئيس الأميركي يراهن على تسوية ما في أوكرانيا.
ويخلص بوست إلى أنّ المشهد الدولي الحالي، وهو الأكثر توترًا منذ الحرب العالمية الثانية، يكشف عن "اتجاه أوسع يتمثّل في جرأة متزايدة لدى دول وفاعلين على الانخراط في نزاعات عسكرية، لأن التزام واشنطن لم يعد بالمستوى الذي يجعلها شرطي العالم".
الرسالة الأوضح جاءت من الخليج. فإسرائيل، الحليف الأقرب لواشنطن في المنطقة، شنت هجوما على الدوحة التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية. الضربة استهدفت قادة من حماس كانوا يشاركون في مفاوضات غير مباشرة بوساطة قطرية.
وعلى الرغم من انتقاد ترامب العلني النادر لإسرائيل، فإن وزير خارجيته ماركو روبيو سارع لتأكيد أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب ثابتة سياسيًا وعسكريًا، واعتبر أن ما حدث في قطر "قد حدث" وأن ذلك لن يضع العلاقات بين تل أبيب وواشنطن موضع اختبار ولن يؤثر على متانتها.
لكن في المقابل، لم تحظَ بولندا، العضو في الناتو، بالضمانة نفسها. فحين أعلنت وارسو أنّ نحو 20 مسيّرة روسية اخترقت مجالها الجوي، جاء الرد الأميركي أقل حدة بكثير، إذ اعتبر ترامب أن ما جرى قد يكون "خطأ غير متعمد"، قبل أن يحذّر بوتين من أن صبره "ينفد سريعًا".
في جبهة أوكرانيا، لم تحقق مساعي ترامب المباشرة للتواصل مع بوتين أي اختراق، في وقت يواصل الكرملين رفض تقديم تنازلات. وهذا يتعارض مع المقاربة الغربية القائمة على عزل موسكو وتشديد الضغط عليها.
اقتصاديًا، لم يسلم شركاء كبار. فقد فُرضت رسوم باهظة على الهند عقابًا لها على شراء النفط الروسي، بينما واجهت كوريا الجنوبية حملة ترحيل جماعية لمئات من مواطنيها ضمن مداهمات نفّذتها سلطات الهجرة الأميركية.
هذا النهج يعكس، وفق تحليل للمسؤول السابق في الكونغرس، داميان مورفي، "سياقًا من الضعف والفوضى والغرور". ويضيف أنّ بنيامين نتنياهو وفلاديمر بوتين يلمسان هذا الضعف ويحاولان استغلاله، وينجحان في تفادي التبعات التي كان يُفترض أن تفرضها واشنطن.
ترامب ومستشاروه يصرّون على أنّ الأولوية لمصالح الولايات المتحدة الجوهرية، وتقليص الالتزامات المكلفة التي امتدت عقودًا، في تناقض مع تعهّد الإدارة الأميركية السابقة برئاسة جو بايدن، بالاستثمار في التحالفات.
ويرى مورفي، المسؤول في "مركز التقدم الأميركي" للأبحاث المتخصّص في السياسة الدولية والأمن القومي، أنّ الواقع الجيوسياسي يناقض تصريحات ترامب بأنّ بوتين ما كان ليبدأ غزو أوكرانيا في العام 2022 لو كان هو، وليس بايدن، رئيسا للولايات المتحدة في ذلك الوقت.
لكن الواقع الجيوسياسي يشي بعكس ذلك. فبحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، بول بوست، هناك "انطباع لدى إسرائيل وروسيا بأن ترامب يسمح بمرور بعض الأفعال من دون عقاب". نتنياهو يثق في دعم ترامب السياسي له، فيما يعتقد بوتين أنّ بإمكانه اختبار الحدود بينما لا يزال الرئيس الأميركي يراهن على تسوية ما في أوكرانيا.
ويخلص بوست إلى أنّ المشهد الدولي الحالي، وهو الأكثر توترًا منذ الحرب العالمية الثانية، يكشف عن "اتجاه أوسع يتمثّل في جرأة متزايدة لدى دول وفاعلين على الانخراط في نزاعات عسكرية، لأن التزام واشنطن لم يعد بالمستوى الذي يجعلها شرطي العالم".
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
الرد على تعليق