حيدر محمود يستذكر الحسين .. بطاقتان إلى الحبيب الغائب


وحِشٌ لَيْلُنا، وأَنْتَ بعيدُ

فمتى أَيُّها الحبيبُ تَعودُ؟!

كُلُّنا بانتظارِ طَلَّتِكَ الحُلْوةِ

والشُّوقُ – كلَّ يومٍ – يزيدُ..

ليس من طَبْعِكَ الصدودُ، ولا من

طَبْعِنا أنْ يكونَ منّا الصُّدودُ

كيف - حتّى في العيدِ - يُمكنُ أَلاّ

تتلاقى، وأنتَ أنتَ العيدُ؟!

مَنْ إذنْ، يوقِظُ الصَّباحَ من النَّومِ

لكي تَلْثُمَ الورودَ الورودُ؟!

وبِمَنْ سوفَ نحتمي - بَعْدَ أَهدابِكَ -

من خَوْفِها العيونُ السُّودُ؟!.

أَيُّها الطَّيِبُ الذي ليس إلاَّ


الخَيْرُ في قَلْبِهِ، وإلاّ الجودُ

مُوحِشٌ لَيْلُنا، وكُلُّ النَّهاراتِ

صَقيعٌ، وَعَتْمةٌ، وجليدُ!!

نَحْنُ نَحْنُ الذين غابوا، وأَمّا

أَنتَ.. فالحاضِرُ الوحيدُ الوحيدُ.

ما زِلْتُ اسمعُ صوتَهُ.. وأراهُ

أنّى الْتَفَتُّ.. تُحيطُ بي عَيناهُ!

فكأنَّه بي ساكنٌ.. وكأنّني

أَحْيا بِهِ.. أَوْ أنّني إيّاهُ!

مَنْ قالَ «غابَ»؟! وملء قلبي من شذى

أنفاسِهِ، وَرْدٌ يَفوحُ شذاهُ

تلك ابتسامتُهُ التي ما فارَقَتْ

شَفَتَيْهِ، مُشْرِقَةٌ كَشَمْسِ ضُحاهُ!

أنا لا أُصدّقُ: أَنْ يغيبَ الزَّهُرُ عن

بُسْتانِهِ.. والنَّهرُ عن مجراهُ!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :