حكومة الميدان لا تعجب الغربان


بقلم لورانس المجالي

عند فتح الحوار حول الحكومة الحالية ودورها نجد ان نعيق الغربان اعلى من هديل المنطق والموضوعية في سرد الانجاز وهناك من يلتفت الى اصحاب الاصوات العالية على حساب الوطن ومؤسساته وإنجازاته دون الاخذ بواقع الحال وما تحمل الحكومة الحالية على كاهلها من عبء كبير .
ولا ينكر احد ان حكومة الرزاز التي جاءت على ارث ثقيل من حكومات لم تفتح اذرعها يوما للشارع ولم تؤمن بالحوار وكانت في كل حدث جلل تختبئ خلف عباءة الملك او تنفرد بقرارتها دون الانفتاح على الاخر وهنا يسجل لحكومة #الرزاز فتح على المنافذ للتواصل مع الشارع بكافة مكوناته وخصوصا الشباب الذي يشكل اليوم قرابة ٦٠ بالمئة من مكون المجتمع الاردني .
ويسجل لهذه الحكومة وضع رزنامة عمل حقيقية واولويات مهمه عكفت على تطبيقها رغم الضغط الكبير وازمة الثقة والتشويش الممنهج من قبل بعض فيلة السياسة او كما يطلق عليهم (الشد العكسي ) لتقزيم الانجاز الحكومي واغتيال اي محاولة او حدث او قرار نافع تدفع الحكومة به الى المواطن .
وفي السرد لابد من ان اعرج على مكان عملي حيث انني بالقرب من وزير يمتهن الميدان بكل اقتدار وقد ارهق كوادر الوزارة في الميدان الى جانب ايام العمل التي لا تنتهي فلا يوجد في قاموس العمل ما يسمى بالعطلة الرسمية والاكبر من ذلك الانفتاح على المواطنين لدرجة اننا نستقبل في الايام المفتوحة اكثر من أربعمائة وخمسون مراجع لمكتب الوزير فقط في اليوم الواحد اضافة الى زيارات للمحافظات بشكل اسبوعي واعتذار عن السفر للخارج من قبل الوزير واستبدالها بجولات على المزارع او لقاءات مع المزارعين او زيارات للسوق المركزي ولزملائي في باقي الوزارات قصص في نفس السياق تعطي للحكومة عنوان واضح الميدان والتواصل والتشاركية .
اليوم يقتات البعض من الباحثين عن الشهرة على اغتيالات واضحة للحكومة دون انصافها بناءا على قراءة امكانياتها و مقارنتها بالإنجازات.
اين هذه الاصوات عندما كانت الحكومات تتحدث من بروج عاجية وتصم اذانها عن الشارع ولا تقبل النقد ولا ترد علية ولا تولي الشباب اي اهتمام وتتخذ القرارات بعيدا عن التشاركية والحوار .
واين هذه الاصوات عندما كانت الحكومات تمارس سياسات الاقصاء لأغلب المكونات من نقابات واحزاب ونشطاء كما لم تفعل الحكومة الحالية التي تجلس وتستمع اكثر ما تتحدث وتوعد وتنفذ وهي الوحيدة التي اعترفت بالخطأ اثر احداث البحر الميت واستقال منها وزراء وكيف يغفل البعض عن ان هذه الحكومة هي الوحيدة التي فتحت ملفات الفساد وادخلت فاسدين خلف القضبان في معركة خارجية وداخلية لتفي بتعهداتها للشارع بالمقارنة مع حكومات باعت واستباحت وتعثرت ولم تقدم اعتذار او اهتمام للشعب
اين جموع الضغط ابان غياب الشفافية والحوار واتخاذ القرارات في غرف مغلقة ولماذا لم يسجل لهذه الحكومة الشفافية في التعامل مع كافة تساؤلات الشارع وخير دليل منصات التفاعل التي تتصدى للفتنة والاشاعة وترصد جودة الخدمات واخرى تحقق الحصول على المعلومة .
اين كانت الاصوات عندما كان القطاع الزراعي يدفن تحت اثقال الضريبة لتكون هذه الحكومة الوحيدة في اعفاء مدخلات الانتاج الزراعي وتقدم للمزارعين تسويات وتأجيل للقروض .
وهنا ايضا نسجل لهذه الحكومة المضي في الرؤيا الملكية واستثمار علاقات الملك وجهده في توسيع العلاقات الخارجية وترجمتها الى مكاسب عبر كسر الحصار التصديري والانفتاح على الاقليم والعالم لإخراج الاردن من ازمته.

من قال ان احدا يرغب ان يخون ضميره ويقبل بأن يدافع عن الفساد ولكننا كما نفضح الفساد والترهل في المقابل علينا تحفيز الانجاز ودعم القائمين علية والحكومة حكومة ميدان حتى لو لم يعجب حديثي بعض الغربان .
اعيد واذكر في كل مقال ان البعض يجد كلماتي تحيزا وتسحيجا ولكن المدح والثناء لمن يراعي الله في عمله واجب وحق وارد في كتاب الله حين اثنى يوسف علية السلام على نفسة قائلا (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم .
وحكومتنا اليوم ورغم كل اشكال الضغط تمارس دورها وتتقدم نحو النهضة بخطى ثابتة لا تحتاج منا الا ان نكون عونا لها لا عليها




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :