تاء التأنيث .. تنازل بلا حدود


الكاتب : سهير بشناق

لا تعلم لماذا كان عليها ان تتنازل .... لماذا حولتها تاء التانيث الى كائن اقرب الى التنازل

لم تكن معه شيئاً وهي التي حلمت في يوم ما معه وبه بان تكون كل شيء

تدرك جيدا ان الحياة خيارات والانسان يتحمل كل ما يختاره لكنها لم تعلم بان بعض الخيارات مؤلمة لانها لا تاتي بقدر احلامنا وهو كان لها حلماً كبيراً بحجم العمر لم يتحقق منه شيئا

هكذا كانت حياتها لم تحدد فيما بعد مسارها وكأنها تراها من مكان اخر وتحيا بها من مكان اخر ايضا

لكنها امراة رفضت التنازل لتبقي على خيار واحد بحياتها جاء باسم الحب لتدرك انه لم يكن سوى وهم وغيمة سحاب

فلماذا عليها ان تحيا طيلة ايامها القادمة بوهم لم تتمكن من تحويله الى حقيقة عاشتها يوما ما هي فقط بمشاعرها وقلبها ؟؟؟

كان لها حبيبا بالرغم من كل الاختلافات التي بينهما ليبدو لها ان الحب احيانا ضرب من ضروب الجنون به لا نستخدم قدراتنا العقلية لنرى الايام القادمة بل نصر على ان نحيا به بكل تفاصيله ولحظاته لا نرى اي شيء اخر وكاننا نعيش في ظلام كلما لاح منه نور بددناه بارادتنا ....

كان لها في مرحلة ما حلماً وواقعاً ونبض قلب وامنيات ارادت لها ان تتحقق فتسعد بها لكنها لم تكن قادرة ان تحقق شيء منها مع رجل مختلف عنها لم يقاوم اختلافه ولم يسعى سوى لامتلاكها ليبدا بالخروج من ذاك الظلام الذي كان يحيطها به وترى معه وبه الحب

وهي في اللحظة التي ارادت لذاتها ان تخرج من هذا الظلام اصبحت اسيرة « لتاء التأنيث» التي تجبرها بطريقة او باخرى ان تحيا بايام لا تريدها ولا تجلب لها السعادة ....

لانها امراة عليها ان تتنازل هكذا كان الفكر الدائم للمراة ....

عليها ان تتنازل عن احلامها وايامها القادمة واي خيار اخر جديد يمكنه ان يعيد لها رونقها كأنسانة وامراة ....

عليها ان تغيب اي حلم او لربما حب جديد لا يتخفي بالظلام يمنحها ما تستحقه من حب لا ان تقف كل عمرها امام خيار لم يات كما كان الحب نابضا بقلبها

لماذا هي اليوم لا ترى بكل ايامها سوى خيار التنازل لانها امراة ؟؟؟

لماذا هي الوحيدة التي عليها ان تسدد حسابات خيار ما بحياتها فيما يختار الرجل كل يوم خيارات عدة ويتجاوزها ولا يكون مطالبا بالتنازل بل ان الكثيرين منهم يتخذون قراراتهم ويمضون لا يعودون لامسهم ولماضيهم ولو بنظرة واحدة .

هؤلاء لا يعترفون بالاخطاء ولا يكترثون لها لانهم لا يحملون تاء التانيث هم منزهون عن التنازل لا يعترفون به بحياتهم وان اخطئوا

لانها المرة الاولى بحياتها التي تجد مفهوم التنازل ينتظرها ادركت معنى ان تكون امراة في مواجهة الحياة ....

امراة في مواجهة خيارات خاطئة كل ما عليها امامه ان تتنازل كي تستمر ولو كان استمرارها يسرق فرحتها ووجودها ويجنبها خوض اي تجربة اخرى .

هي اليوم عليها ان تتنازل عن كل شيء بحياتها من احلام قادمة من رغبة بان تبدا من جديد محاولة البحث عن الفرح الوجودي لها لتستعيد ذاتها قبل ان يكون بايامها انسان اخر ربما ياتي وربما يبقي غائبا لكنها كل ما تحتاجه نفسها وكيانها لانها تستحق ان تحيل دون الم وخيبات عمر .

لكن عليها الا تتنازل عن قيمة الالم بحياتها وان لا تمتلك الجرأة لانهاء حياة هي ليست سعيدة بها لانها امراة فقط ؟؟

لانها امراة فقط وتمكنت من الاختيار يوما ما عليها ان تحيا ما تبقى لها من عمر اسيرة هذا الخيار وهذه الحياة

لان الرحيل وانهاء فصول هذه الراوية في عالم تاء التانيث ليس مقبولا .... لانهم يعلمونها منذ صغرها على قيم الصبر والتحمل لاجل الاخرين

يزرعون بقلبها معاني التضحية لتشقي هي وتسعد الاخرين فسعادتها ووجودها مرهوناً بالاخر فقط ان ارادت ان تبحث في عالم اخر عن قيمتها وفرحها خرقت قوانين الصبر والتضحية

اي امراة تلك التي لا ترى بايامها سوى التنازل لاجل ان تستمر بحياة ليست لها ومع اخر كان وهما فارادت ان تعود للواقع والحقيقة لتراها كما هي ولا تستطيع ؟؟؟

اي امراة هي التي ستبقي باحثة عن الفرح ترى كل آمالها واحلامها في مكان وهي في مكان اخر كلما اقتربت خطوة من تحقيقها اعادها الواقع والاخرين للبدايات لتبقي محكومة بتاء التأنيث الساكنة التي يرفضون لها ان تتحرك وكأن سكونها يبعث بنفوسهم الرضى ويبقيها امراة عاشقة للتنازل الابدي ؟؟؟

هي اليوم لا تريد سوى ان تكون هي ان تستعيد جزءًا من وجودها من احلامها من قدرتها على استنشاق الحياة بوجه اخر بعيدا عن وهم اعتبرته يوما ما حبا ولم يكن ....

هي اليوم ستحذف من فصول روايتها هذه شيئاً ما اسمه التنازل لانها لم تعد تقوى عليه ولا تريده ان يحكم كل ايامها القادمة

خيار واحد بالحياة خاطىء لا يعني مطلقا ان نحول كل خياراتنا القادمة الى اخطاء متكررة ونحرم انفسنا من حقها بالبحث عن الفرح والوجود المختلف بعد ان مررنا بتجربة مؤلمة آمنا بها بالحب وبالاختلاف لندرك ان اختلاف الاخر عنا هو ما ياخذنا للتنازل وان الحب وحده ليس كافيا لنستمر فهو بذاك المكان لن يكون سوى وهم كبير نقنع انفسنا به مرة ونكتشف بعدها كم خسرنا ...




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :