مطلوب بيت بدون " عَوّ " * طلعت شناعة.



مع اقتراب موعد زواجي .. قبل بضع (مئات ) من السنين ، اخذتُ أبحث عن بيت قريب من مكان عملي.
وكنتُ ، لسوء حظّي كلما وجدتُ شقة ، خرج لي صاحبها من أجل " التفاهم " على قيمة الأجرة وباقي الشروط بعد أن اعاينها.. المحُ ( كلبا ) بصحبة الرجل.. فاهرب من المكان والغي الحوار .. فورا .
فأنا أُعاني من " عُقدة " الكلاب منذ صغري.
وتكرر الأمر عدة مرات... و
حتى قررت تغيير " العتبات " وقلت " ليكن اي مكان سواء كان قريبا او بعيدا عن محل العمل .. المهم ما يكون فيه كلب ".
وبالغتُ في مشاعري.. وكتبتُ مقالة بعنوان " مطلوب بيت بدون كلب " وذلك من باب " المزاح ".
وذات يوم فوجئتُ بهاتف " ارضي " يعرض صاحبه بيتا في منطقة " الشميساني : وكانت وقتها " منطقة راقية وللأغنياء.. فقط ".
قال الرجل " رحمه الله " :
عندي بيت بدون كلب..واجرته علشانك (خمسون ) دينار في الشهر. وأكد الرجل انه يعي ما يقول
لم اصدّق ..

فأنا بالكاد اسمح لنفسي بالمرور من " الشميساني ".
قال : تعال فورا واطمّن ونشرب القهوة سوا .
ذهبت.ُ غير مصدّق ما سمعت. وكالعادة، ظننت " فيلما هنديا " أراد أحدهم ان يفعله بي.
وصلتُ إلى المكان واحتسيتُ القهوة مع الرجل واكتشفتُ ان جاري المرحوم معالي ذوقان الهنداوي رئيس الديوان الملكي السابق واشهر وزير تربية تعليم في تاريخ الاردن.
كانت شقّة على سطح العمارة مطلّة على فندق " الماريوت " و " وزارة المياة ".. .
صحيح أنها صغيرة وكنتُ اسمّيها " عُشّ : طلعت شناعة"
ومع الأيام.. اكتشفتُ وجود " كلب صغير " أبيض عن الجيران الذين يسكنون " الشقّة الارضيّة ".
وبسبب صغر حجمه لم أكن أراه.. لكنه كان يباغتني وانا عائد أواخر الليل من مهرجان جرش.. حتى اعتدتُ عليه..
لكن أسوأ ما حدث لي ،وانا كائن " لديّ حدس قوي " ، حين كنتُ راجعا في منتصف الليل والدنيا مطر وبرد شديد .. وما ان دخلتُ باب العمارة حتى سمعتُ لهاثا واضحا لا تخطئه الاذن.
اقتربتُ من صاحب اللهاث في عتمة الليل.. فوجدتُه " كلبا " ضخما لجأ إلى العمارة هربا من المطر والبَرْد .
هنا ، وقعت الواقعة
كيف اتصرّف.. والموضوع بصراحة مش ناقص.
الدنيا عزّ ليل وانا تعبان وبردان..وعندي عقدة من الكلاب بأنواعها.
وفي لحظة..
اغمضتُ عينيّ تماما، واتخذتُ قرارا تاريخيا بالقفز من فوق " الكلب " دون التفكير بالنتائج.
و..
زبطت
وفتحتُ باب منزلي واغلقته فورا واخذتُ ( اتفقّد ) اعضاء جسمي بما فيها اليدين والقدمين ، ان كانت كنا هي وفي مكانها ..
يعني انا بخاف من " الجرو " يطلع لي " كلب كبير " ؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :