" نظام التفاهة " .. العالَمي * طلعت شناعة.



اكثر ما يسعد القارىء او الكاتب التفاعل الذي يجده مع مؤلف كتاب ، مفكرا كان او مبدعا.
وهو ما حدث معي حين قرأت كتاب " نظام التفاهة " للدكتور والفيلسوف الكندي الآن دونو والذي ترجمته للعربية الدكتورة مشاعل الهاجري( الدكتورة في القانون الخاص في جامعة الكويت).
ورغم صعوبة الكتاب ومشقة قراءته ، الاّ ان ما فعلته وترجمته د.مشاعل قد ذوّبت صخور قسوته العلمية والمعرفية وهو يتحدث عن موضوع في غاية الأهمية للعرب وشعوب العالَم وهو وجود مؤسسات دولية تعمل بشكل ممنهج ل( تتفيه ) الحياة بجوانبها المختلفة.
وهو ما جعلني أتواصل مع مترجمة الكتاب د. مشاعل لاشكرها على الجهد الكبير الذي بذلته في نقل الكتاب للعربية بأسلوب رشيق وسلس.
واسعدني ردها على رسالتي وهي بين أيديكم:
الأستاذ طلعت شناعة المحترم
تحية وبعد
أشكرك على رسالتك. هذا من لطفك.
يكتب المرء ما يكتب لأنه يشعر أن هناك ضريبة للمرحلة، لا بد أن تُدفع. و لكن الأمور لا تتغير لوحدها. لا بد من عمل شيءٍ ما؛ الترجمة مثالا.
و بعد، فأنا ممتنة لك – بحق – على أخذك الوقت للكتابة لي.

أخلص أمنياتي لك بوافر الصحة و كثير التوفيق.

مشاعل الهاجري
‏05‏/09‏/2020

الحقيقة ان الدكتورة مشاعل وخلال ال 66 صفحة الأولى من الكتاب " لخّصت " فكرته وأهدافه وبأسلوب بسيط مع أمثلة من الواقع العربي سواء بأبيات شعرية او مقولات المفكرين العرب او حتى عبارات وردت في السينما العربية او المسلسلات التلفزيونية.للتدليل على ما ذهبت إليه.
وتؤكد د.الهاجري ان الهدف النهائي لأصحاب السُّلطة والمال والمؤسسات والجهات الظاهرة والخفية هو " اسباغ التفاهة على كل شيء في الفن والسياسة والإعلام والصحافة والبحوث الجامعية والشبكات الاجتماعية والتواصل الاجتماعي والتلفزيون والكتب والثقافة والتجارة والاقتصاد والقيم الاستهلاكية والسلوك الحياتي العام والخاص.

ويشير الكتاب إلى أن المرء في العالَم " يلحظ صعودا غريبا لقواعد البداية والانحطاط المعياريّين.
فتدهورت متطلبات الجودة وهُمّشت منظومة القيم وبرزت الأذواق المنحطّة وتم إبعاد أصحاب الكفاءات وخلت الساحة من التحديات وتسيّد التافهون والجاهلون معظم مرافق الحياة والوظائف.
كتاب " نظام التفاهة " صدر عام 2008 وصدر بالعربية هذا العام 2020.. ومؤلفه الكَندي "الآن دون" استاذ فلسفة وهو أكاديمي ناشط ومعروف بالتصدي للرأسمالية المتوحّشة.
صباح الخير أيتها.. التفاهة !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :