الجمل جامعة عربية بدون ترخيص بقلم د. عودة الجعافرة


.

ان تزور مصر دون الوقوف بالاهرامات أو المشي على النيل كأنك لم تزرها ، وإن كنت كاتبا لابد أن تزور مكتبة العم مدبولى وسوق الازبكية والمشي بشوارع القاهرة العتيقة ، أما إن كنت طالبا للعلم وجامعة عين شمس لابد أن تجلس بمكتبة عين شمس للنشر والتوزيع لصاحبها الشاب اسامه الجمل ،فهو شاب بمقتبل العمر لا بالطول ولا بالقصير يسحرك منذ البداية بابتسامة عريضة تدخل المحبة لقلبك ،ويبادلك بالتحية فورا الحمدلله على السلامه، متى وصلت ؟ نورت مصر، هذه هي مصر حاضنة الجميع
وما أن تدخل مكتبه وبدون سؤال تجد الضيافة قد وصلت وإذا دققت النظر بزواره بسحرك تعدد لهجات الحضور ، هذا عراقي وذاك شامي او خليجي او مغاربي ، لتعيد النظر بالشاي ...
كيف استطاع اسامة تجميع أبناء الامة بمكتبه وكأنهم يشكلون نواة جامعة عربية مصغرة يتحدثون ويناقشون كل قضايا الامة؛ كل بتخصصه ويدير حوارا اجتماعيا راقيا بينهم .
نعم هو صاحب مكتبة خاصة ويبحث عن الربح ،هذا الأصل ، لكنك مع الجمل تجد إنسانا اخر.. كريما طيبا.. أخر ما يسأل عنه الفلوس فالجميع يدخل ويخرج وهو ممتن له لدوره بالتعريف باصدقاء العروبة او من بلده بحاجة "لونستهم" لكسر ضغوط الغربة.
الجمل نموذجا مصغرا للمواطن المصري ومصر عامة حاضنة العرب علما وثقافة وفكرا ،فهي حقا ام العرب والدنيا ، كيف لا وهي تحتضن جامعة الدول العربية الكبرى والجمل. يحتضن طلبة العرب بجامعته المصغرة وبخدماته الجامعية التي تمتاز بالصدقة والحرفية والمهنية العالية ،يحيكها بذاته من خلال تراكم الخبرات .
حفظك الله يامصر أرضا وشعبا وجيشا وقيادة ووفقك الله يا أسامة يامن جمعتنا بمكان واحد وتحت سقف واحد..
يجمعنا الكتاب وحب العلم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :