انتخابات الرئاسة الأمريكية بقلم : سالم الكورة



منذ أن استلم الرئيس الراحل دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية في 2017 كانت سياسته الاحادية وغير الممنهجة هي الطابع الغالب ،و هكذا أيضا عرف ترامب من خلال سياسته المحلية والدولية .فبدا بملف المهاجرين ووصفهم بأنهم أصحاب سوابق إجرامية، وهم عالة على المجتمع الأمريكي، ثم نشر خطاب الكراهية ضد الاسلام والمسلمين، واصدر قراره الجائر بمنع العديد من الدول الإسلامية دخول رعاياها لامريكا ونعتهم بالارهابيين، وحتى الأمريكان من أصول افريقية لم تسلم من خطاب ترامب الداعي إلى العنصرية والكراهية ضد السود في امريكا.
ومن أعماله ضد العرب والمسلمين قام بالوقوف الى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي ودعمها بكل ما اوتي من قوة ، فاعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ووافق على نقل السفارة الامريكية الى القدس فكان أول رئيس امريكي يضرب بعرض الحائط القوانين الدولية والانسانية بحق الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت حقوقه وأرضه من قبل حكومة الإحتلال الإسرائيلي، فبدل أن يكون راعيا للسلام كان مساندا وداعما للاحتلال الاسرائيلي بقراراته الدكتاتورية ضد العرب والمسلمين.
وأخذ ترامب دور شرطي الشرق الاوسط حيث خرج بما يسمى صفقة القرن، وهي خطة سلام امريكية إسرائيلية من طرف واحد،ثم قام بشن هجوم على وكالة الغوث الدولية وقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني وعن منظمة التحرير الفلسطينية وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
والملاحظ للسياسة ترامب يجده يغرد خارج السرب وكأن امريكا في عهده أصبحت وحدها في الساحة الدولية فقام بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسكو ، فتجد قراراته بعيدة كل البعد عن الرؤيا الشاملة لتسوية النزاعات في الشرق الأوسط والعالم واعطاء كل ذي حق حقه.
فالاخفاقات نلمسها متكررة بشكل يومي فملف كورونا covide19يشير إلى العجز في التعامل مع الوباء فاصبحت الاصابات تعد بالألاف ناهيك عن اعداد حالات الوفيات اليومية فالاستهانة بالوباء اوصل اميركا الدولة العظمى الى هذا الحد.
في خسارة ترامب وفوز الديمقراطيين الكاسح برئاسة جون بايدن استبشر العالم خيرا واملا قادما من جديد، فتصريحات بايدن تدخل الراحة في النفوس من خلال كلماته وخطاباته هنا وهناك، فالكل ينتظر قرارات الانسانية المباركة في الغاء قرارات وقوانين ترامب الجائرة في حق الانسانية.
الرئيس بايدن يلوح بالنصر امام الجمهور الأمريكي ويقول بأنه لن يخذل الشعب الأمريكي وسيكسب ثقة الجميع ويتعهد بأنه سيكون رئيسا للجميع، وهو يدعو إلى التوحيد لا الى التقسيم ولن يكون هناك ولايات حمراء وزرقاء، والشعب هو الاساس هكذا قال بايدن بكل سرور وفرح وامل لم يكن متوترا وعصبيا في الخطابة ، بل العكس يبعث الامل والسرور والسعادة في نفوس الأمريكيين والعالم اجمع.
وفي مشهد اخر تقشعر له الابدان نرى المذيع المميز في محطة CNNيجهش بالبكاء أمام الكاميرا والمشاهدين اثناء نقل اخبار الانتخابات والنتائج فلم يتمالك اعصابه ينقل الاخبار وهو يبكي امام الكاميرات وهو الامريكي من اصل افريقي ، حيث يتطرق الى احداث سيئة وموثرة في عهد ترامب مقتل جورج فلويد والعنصرية ضد المسلمين والسود في امريكا وينهار باكيا في مشهد يسجل في تاريخ الانسانية تدل على اعظم رسالة اعلامية تحاكي البشرية جمعاءفي نبذ الحقد والكراهية ضد الإنسانية في العالم أجمع.

سالم محمود الكورة
Salkora@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :