تقدير بقلم: د.ميرفت سرحان


سلسلة في آخر الأسبوع خاطرة
تقدير

ذات مساء كنت أقرأ قصة .. ويبدو أنني لم أستمتع بالفكرة بالقدر الكافي .. لذا تركت القراءة لفترة وخطرت ببالي فكرة! .. سأخذ الكلمة رقم ثلاثة من كل سطر وأحاول أن أفهم الفكرة من النص من خلال هذه الكلمة .. هذه مرة .. ومرة أخرى سوف أخذ الكلمة رقم ثلاثة من كل سطر من جديد وأضعها في جملة جديدة ليست من جمل النص لتدلني على الفكرة المطلوبة من النص .. وفي علوم اللغة يسمى الأسلوب الأول الكلمة المجتزأة من النص .. أما الأسلوب الثاني فيسمى الكلمة في غير نصها .. وفي كلا الأسلوبين لا يمكن فهم النص أو الهدف منه من خلال هاتين الكلمتين (الأسلوبين) .. وعلى الأغلب ستعطيك الكلمة فكرة مغايرة للمطلوب من النص ..
ثم من شدة الملل غيرت اللعبة .. وأضفت كلمة من خارج القصة للسطر الثالث من الصفحة الثانية .. ومع أنني اخترت كلمة ذات معنى عميق وقيم، إلا أنها شوهت النص ..
شكت لي احدى الفاضلات من نظرات استهزاء واستخفاف رفيقاتها الدائم بها على الرغم من كونها ذات خلق وعلم .. ومع العلم أنها تحبهم وتحب عشرتهم .. إلا أن تكرار تعرضها لمثل هذه المضايقات دفعها إلى اللجوء إلى من يخفف عنها مما تعانيه من أرق وأحاسيس مؤلمة وطاقة سلبية، وقصدتني لهذه المهمة .. وذكرت لي أخرى محاولاتها المتكررة للتودد لإحدى زميلاتها في العمل؛ حيث أن هذه الزميلة مجدة ومتمرسة في العمل .. فأعجبتها وأرادت أن تقتدي بها .. إلا أنها تواجه منها الصد بشكل متكرر .. ولم أعد أذكر بالتحديد عدد المرات التي مرت على مسمعي لشكوى أحدهم من رفض الآخر أو الآخرين له .. وقد استوقفني هذا الحدث؛ حيث في مرات عديدة يكون الشخص الذي تعرض لعدم القبول على مستوى جيد من المكانة الاجتماعية بين الناس! ..
ولكن .. يبدو أنه إما لا يعرف كيف يسوق لنفسه اجتماعيًا وانفعاليًا، فقلل من شأنها بحثًا عن رضى الآخرين عنه .. أو أنه اختار أن ينتمي لأشخاص أعجب بأسلوب حياتهم ولكنه نسي أنهم لا يشبهونه، وأعتقد أن الأهم من ذلك وغيره أنه ظن أن قيمته مستمدة من الآخرين .. فبخس نفسه حقها ورخصَّ من قدرها وصغرَّ من شأنها .. ونسي أن قوته وأن تقديره لذاته نابع من احترامه لها .. وأنه لن يقدره أحد ولن يرفع من شأنه آخر، ما لم يفعل هو ذلك لنفسه أولًا ..
لذا لا تكن كالكلمة المجتزأة من النص .. لا قيمة لها بدونه .. ولا كالكلمة في غير نصها لا قيمة لها داخله .. لتكن قيمتك نابعة من اعتزازك بنفسك، وحرصك على كرامتك، وتمسكك بكبريائك .. ورضاك بما أعطاك ربك ..
فإن لم تحظَ بالتقدير الكافي والاهتمام المناسب الذي يلائمك ويرضيك .. فابتعد غير آسف ولا نادم ..
وإذا ما أردت يومًا أن تختار لنفسك نصًا .. فاختر ما يلائمك وينتمي لك وتنتمي له .. إن خرجت منه يتأثر .. وإن ابتعدت عنه تتأثر .. فالقيمة بينكم مشتركة ومتبادلة ومتكاملة ..
وأختم بقول سيدي وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز ...".
وقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تكونوا إمعةً، تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا ...".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :