الاطفال واستخدام الاجهزة الذكية بقلم: رهام المساعيد


جرت العادة أن يحرص الأهل على أن يبعدوا أطفالهم عن كل مصدر للإنحراف وسوء الاستخدام، ولكن مع انتشار وباء كورونا في الأردن ومع ظروف الحجر الصحي وتوقف المدارس، أصبحنا عاجزين عن ضبط البيئة المحيطة بأطفالنا أو ضبط توجهاتهم في استخدام الأجهزة الذكية (الهاتف المحمول و الجهاز اللوحي).
لذلك نجد أن أغلب الوقت يقضيه الطفل أمام شاشة جهازه اللوحي دون تحديد للمحتوى الذي يشاهده أو دون رقابة من الأهل وتحديد ساعات المشاهدة.
لقد تغيرت عاداتنا اليومية في ظل الجائحة ، وأصبحت ظروف الحياة أكثر قسوة مع انتشار المرض ، وتقييد حرية حركة الأطفال، فلا ذهاب إلى المدرسة ، ولا خروج برفقة الأصدقاء، ولا تجمعات عائلية في المنزل طوال الوقت ، الامر الذي دفع الاطفال للبحث عن بدائل فكانت الأجهزة الذكية.
هكذا اصبح الطفل يقضي معظم وقته، في مشاهدة تطبيقات لا تنسجم مع قيم مجتمعنا العربي ولا تعنى بأخلاقنا مثل تطبيق (تك توك )و (سناب شات) وغيرها .
وهذه التطبيقات تتيح المراسلة وهذا ما يزيد الطين بلة، بحيث أولجت الطفل إلى عالم الكبار مبكراً وأثرت في سلوكيات الطفل بشكل سلبي، فجعلته يردد أغاني كلماتها سيئة ، ويقوم بأداء رقصات مستوحاة من الثقافة الغربية، ويدخل فيما يسمى بتحديات، ويتأثر بما يحصده من (لايك ،دس لايك)في منشوره، بهذا الحال يفقد الطفل خصوصيته، ويعرضه للتنمر الالكتروني، أو التحرش.
هذه السلوكيات المتراكمة تخلق فجوة بين ثقافة الطفل وثقافة المجتمع ،وتعزز النزعة الاستهلاكية للطفل.
يذهب البعض الى ان التربية هي الاعتناء بالطفل من جهة ..الطعام والشراب واللباس والتداوي ومجمل الاحتياجات المادية فقط، ولكن المفهوم الصحيح للتربية سيظل ناقصاً مالم نراع محيط الطفل من طريق ومدرسة وأصدقاء وتوجهات وتلفزيون وجهاز لوحي والخ.....
فالتربية هي أساس التهذيب والتوجيه، وهي أساس التنمية البشرية، لذا يتوجب على الأهل بذل جهد أكبر وطاقة مضاعفة مع أطفالهم ورعاية فكرهم قبل رعاية حاجاتهم المادية، والعمل على غرس مفاهيم الثقافة العربية الاصيلة والمبادئ والقيم منذ الصغر.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :