كورونا وطلاب الجامعات بقلم : اسراء الخوالدة.



بات الحديث مرعباً عن فيروس كورونا المستجد، الذي بدأ بالتفشي من الصين ثم سيطر على العالم اجمع، ..أتى دون سابق إنذار..انتشر بطريقة وحشية واستطاع أن يقلب موازين الحياة الطبيعية رأسا على عقب.
هذا الفيروس الذي حمل معه الكثير من السلبيات التي أثرت على المدن والبلدان والأشخاص ،ولم تكن مألوفة لاحد، وكان من الصعب التأقلم مع الأوضاع التي فرضها الوباء العالميّ، واكثرها تأثيرا على الناحية التعليمية ؛ عندما تحول التعليم إلى التعلم عن بعد، الامر الذي حرم الطلاب من الدوام في الجامعات فكانت عملية صعبة ومعقدة،اذ من الصعب جدا التخلي عن المقاعد الدراسية بصورة منتظمة واللجوء إلى التعلم الإلكتروني ،لأنه لم يسبق استخدم الإنترنت في العملية التعليمية بشكل كامل، وقد رأينا الكثير من العقبات التي برزت من هذه العملية، فالبعض من الطلبة لا تملك جهاز إلكتروني ، والآخر يعاني من ضعف الإنترنت ، وبعض المناطق لا تغطيها شبكة الإنترنت، وهذا يؤكد أن نسبة الإستفادة قليلة مقارنة بالتعلم الوجاهي.
الطلاب اساس العملية التعليمية ابتعدوا عن الجامعة وغادروها بيومٍ مغبر، مودعين اساتذتهم ومقاعدهم الدراسية وجامعتهم التي تحمل كل زاوية فيها ذكريات وروايات متعددة مختلطة بالضحك والدموع والأحاديث المثرية والنقاشات العبثية ،والكثير من الأصدقاء في يومٍ وليلة، غير مدركين ما الآتي.
لقد حرم الفيروس الطلاب من متعة الحياة الجامعية التي تتمتع ببروتوكولات متعددة وعلى ابسطتها " كاسة القهوة" الصباحية وبدء المحاضرة الأولى ،والطلاب شبه مستيقظين، يتبعها وجبة الفطور التي تجمع الأصدقاء بإحدى "البريكات"، وأجواء الشتاء التي تجعل الطلاب يتجمعون داخل الكلية هروباً من نسمات البرد القارصة، واتفاق الطلاب علـى الهروب من المحاضرة، لكي يختلسوا بضع دقائق لشرب شيء ساخن، وفي آخر الدوام ينتظر أحدهم الآخر ليغادوا الجامعة، المؤلم أنهم غادروا مقاعد الجامعة معتقدين أنها مجرد أيام ،،ولم يعلموا انها ٢٧٠ يوماً.
الطلاب كلهم شوق للجلوس على المقاعد الدراسية،متطلعين بان يتم تجاوز هذه المحنة أن شاء الله وينتهي هذا الكابوس المحمل بالخيبة وان تعود الحياة لمجراها الطبيعي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :