"مطبخ سيدات إربد" .. نساء قادرات على مواجهة التحديات


عمانيات - كتبت- ايمان أبو قاعود
تؤكد حنان الوديان، صاحبة مشروع "مطبخ العمة حنان" في إربد، على أن مواجهة التحديات المجتمعية تكمن في الإرادة والتصميم والنجاح والمغامرة، لافتة إلى أن الفشل لا يعني نهاية المطاف، بل هو محطة للمزيد من التقدم.
بدأت الوديان قبل خمسة عشر عاماً بإعداد الأطباق المنزلية في مطبخها الصغير، لتتوسع بعد ذلك بافتتاح مطعمها الخاص باسم "العمة حنان"، ثم مشروع "مطبخ سيدات إربد" وذلك بدعم من "مختبر البيئة" المختص بفحوصات الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل، ضمن مشروع "روابط وادي الأردن" والممول من منظمة ميدا الكندية.
وفي حديثها لشبكة نساء النهضة، تقول الوديان "بدأت فكرة المشروع لسببين، الأول تحسين دخل أسرتي وتعليم أبنائي، والثاني يكمن في الحفاظ على الأطباق التراثية القديمة، والتي هي أصل المطبخ الأردني، كالمكمورة و"الشعاشيل" وغيرها من الأطعمة التي تعلمتها من والدتي وحماتي"، لافتة إلى أن البداية كانت عندما طلب منها الجيران إعداد مجموعة من الأطباق الشعبية لضيوفهم لمعرفتهم بمهاراتها بالطبخ. "جهزت الأطعمة بكثير من الحب بمساعدة أبنائي وأذكر جيداً المبلغ الذي تلقيته وكان 62 ديناراً وفي وقتها وهو مبلغ لا بأس به، ساعدني في شراء معدات جديدة ومواد للطبخ، ثم توالت الطلبات بشكل كبير، فلم يعد البيت المكان المناسب لإعداد الأطعمة ففكرت بمشروع "المطعم" لتحقيق ذلك، واستأجرت محلاً في وسط السوق لهذه الغاية". تضيف الوديان.
 
تحديات مجتمعية
واجهت الوديان بعد تجهيز المطعم بالديكورات المختلفة، تحدياً مجتمعياً كبيراً من قبل الجيران والأهل والأصدقاء، ممن اعتبروا أن عملها في المطعم معيبٌ وغير مجدٍ بالنسبة إلى سيدة. أصابها الإحباط حينها فظلّ المطعم مغلقاً لمدة ستة أشهر. وذات يوم، تلقت اتصالاً هاتفياً من شخص لا تعرفه بادرها بالسؤال قائلاً "هذا الرقم موجود على لافتة مطعم "العمة حنان" وعندي عزومة، هل أنتم جاهزون لمساعدتي؟". فرحت الوديان بالاتصال فلم تفكّر مطلقاً بتوابع إعداد الطعام، وتوفير المواد والتحديات الأخرى، بل وافقت على الطلبية فوراً، وذهبت إلى المطعم مع أبنائها لتبدأ المجموعة بتجهيز الأطعمة وتسليمها للزبون الذي أشاد بنوعيتها وجودتها.  حصلت الوديان على 180 ديناراً مقابل عملها وكان مبلغاً ضخماً بالنسبة لها، كما شجعتها هذه التجربة على متابعة مشروعها، وتجاهل الإحباط الذي كان يحيط بها.  
وتتابع الوديان "استطعت من خلال هذا المشروع مساعدة ابنتي الاثنتين على إكمال تعليمهما في الجامعات الخاصة، ومستمرة في طريقي لأساعد أولادي من الذكور الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة لمتابعة تعليمهم الجامعي"، موضحة أن أولادها وبناتها يفخرون بعملها ويساعدونها في أعمال المطعم، وفي البازارات المختلفة التي تشارك بها، وهم يقومون أيضاً بنشر الكثير من وصفات الطعام التي تعدها مع أنشطتها المختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
 
توسّع الأعمال وتطورّها
وتكمل "بعد أن زادت الطلبات على المطعم قمت بتوظيف أربع سيدات لمساعدتي، وبدأت بتطويره وتلبية رغبات الزبائن من الأطعمة المختلفة، سواء أكانت من المأكولات التراثية أم الحديثة، كما قدمت العديد من الدورات التدريبية للسيدات في هذا المجال"، لافتة إلى أن تسع سيدات من اللواتي تلقين التدريب أصبحت لديهن مشاريعهن الإنتاجية الخاصة، وأشارت إلى أنها حالياً بدأت بمساعدة 15 سيدة للعمل في مشروع "مطبخ سيدات إربد" الممول من منظمة "ميدا" الكندية، التي منحت السيدات التدريبات المختلفة  لمدة سنتين وجهزت المطبخ  بالأدوات التي يحتجنها.


نساء واجهن التحدي
أما آيات الشناق من "مطبخ سيدات إربد"، فقد بدأت مسيرتها بإعداد "كعك العيد" و"أقراص العيد" قبل أن تلتحق بالمطبخ، وذلك قبل سنتين من الآن، كما كانت من ضمن السيدات اللواتي تلقين التدريبات. تشاركنا الشناق تجربتها فتقول "بعد أن تقاعدت من المدرسة التي عملت بها كإدارية، شعرت بأني ما زلت قادرة على العطاء والعمل، فقررت أن أصنع الحلويات لصديقاتي وجيراني وأقاربي، الذين شجعوني على الاستمرار بهذا العمل، فحققت الاستقلال المادي الذي أطمح له، وتخلصت من ثقافة العيب التي تلازم السيدات في مجتمعاتهن وخاصة ممن يمتلكن مشاريع منزلية".
 
وتغريد العودات من "مطبخ سيدات إربد"، هي من المؤمنات بفكرة الحفاظ على الأكلات التراثية العربية لأنها أساس الطبخ. "قبل أن ألتحق بمطبخ سيدات إربد لتلقي التدريبات، كنت أعد الأطعمة التراثية المختلفة كالمكمورة و"الشعاشيل" والكبّة، إضافة إلى نوع من الحلويات التراثية يسمى "لفة القاضي"، وذلك لتحقيق حلمي في أن يكمل ابني تعليمه الجامعي، فزوجي موظف ونحن بحاجة إلى تحسين دخلنا المعيشي كغيرنا من الأسر، إضافة إلى قناعتي بأن العمل حياة كما يعزّز الثقة بالنفس". تقول العودات.
كما أنها وهي التي تطمح لأن يكون لها مشروعها الخاص، تؤكد على أنها تعلّم بناتها الأكلات المأخوذة من التراث للحفاظ عليه عابراً للأجيال.

 
تطمح العمة حنان وزميلاتها لأن يصبح مشروعهن عالمياً، وأن يمتلكن شركة كبيرة لتجهيز الأطعمة التراثية "كالمكمورة" وغيرها، إضافة إلى توريدها للمحلات الكبرى والخارج للتعريف بها. فالعمة حنان التي لا تخفي فخرها بمناداتها بهذا اللقب الذي أجمع أبناؤها على اختياره، ذلك أن العمة قريبة من الجميع على الدوام، تؤكد على أن التحديات التي تواجهها أي سيدة هي دافع لنجاحها، إذ تعزز من قوة شخصيتها، وثقتها بنفسها، فلا مستحيل مع الإرادة.
تعمل "شبكة نساء النهضة" تحت مظلة منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وتسعى لتسليط الضوء على قصص نجاح السيدات، في مختلف مواقعهن، وكيف تغلبن على التحديات التي واجهتهن ضمن سلسلة من القصص التي سيتم نشرها تباعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تأتي هذه المدونة ضمن سلسلة من القصص التي يتم انتاجها في إطار مشروع "لأجلهن وبإرادتهن" والذي تنفذه منظمة النهضة (أرض) بالشراكة مع مؤسسة هينرش بل




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :