"هل منك قلة إحسان معسول الكلام؟! بقلم: ضياء إغريب


"هل منك قلة إحسان معسول الكلام؟!"
ما الشعر، والنطق الأدبي إلا مرحلة إلهام، ولحظة تجل يلتمسها الشاعر في نفسه، فتتدفق معها مشاعر، وأحاسيس، وذكريات، ومواقف، ولحظات تأمل مر بها، لينطلق في وصفه، وتعبيره، وإبداعه.

يكتب بحره الموزون، وقافيته ذات البداية، والنهاية الواحدة، حرا مسترسلا عاطفته الجياشة بكل ما عنده من حس صادق، وغضب يعتريه بتعال ثائر، أو إفصاحا بالمدح، أو القدح لذوي عدل، أو حكم بفطنة مفند ماهر.

حقا يعيش أولئك الشعراء عوالم كثيرة بطبيعة حالنا، وما وراء الطبيعة، وما نحن إلا في عالمنا نحلم لعل الأحلام تتولد بالوقائع حقيقة، أما هم فحقيقتهم لا واقع لها إلا في مكنوناتهم العامرة بحياة دفينة.

في كيانهم الظاهر احتضار للعيان، وفي باطن جوارحهم التئام متجدد لجراحهم ليولدوا دنيا جديدة، ويذعنوا بقدوم صوت قوي لطفل يخرج من بعد مخاض عسر إلى إصرار بعيش لحياة، ووقت يسر.

نعم الغاوون، والعاشقون، والعارفون، والمحتفلون، والثائرون، والمثقفون، والمنتقمون، وأصحاب الحرب، والسلم، والرقص، والسهر، والسمر، والضائعون، والمعذبون، وغيرهم ...

الكل يتبع الشعراء وما في التبعية لهم من حرية، إنما لقوة نصهم، ورونق ذائقة أدبهم معنا شموليا لكل حر، وانسجاما يروق لكسر الغم، والهم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :