الكيّيفة. بقلم: طلعت شناعة


من يرى الناس في شوارعنا يحملون ( كاسات ) القهوة وهم يسيرون ويقفزون من بين السيارات وفي مواقف الباصات وهم ينتظرون»السرفيس» الذي ينقلهم الى جامعاتهم واماكن عملهم يظن اننا "شعب كيّيف ». ولا نستطيع ان نبدأ " دوامنا»الا ومعنا " كاسات» القهوة ( المرة والحلوة والوسط).
أراهم في الصباح الباكر ، طلبة مدارس يمسكون بيد " قهوتهم»، وباليد الثانية يحملون بأطراف اصابعهم دفاترهم وكتبهم. ومنهم من يضع سيجارة نصف مشتعلة في فمه. كل ذلك من اجل" مزاج» رايق ، يرون انه يساعدهم على" التركيز » سواء وهم ينهلون من العلم او موظفين وهم يعملون في وزاراتهم ومؤسساتهم.
طبعا ، ناهيك عن ازمة السيارات عند محال بائعي القهوة وبخاصة في ساعات الذروة ، وعلى انغام»الجرافات والكمبريصات والقلابات» التي تعمل على " ترقيع "الشوارع.
منظر آخر روعة. .وقهوة على كيف كيفك وشباب زي الورد.
ازعم انني احب القهوة مثل كل الكائنات الحيّة ، لكنني لا استطيع ان افعل عملين في ذات الوقت (المشي وشرب القهوة ) والاهم من ذلك لازم اشرب القهوة ب " الفنجان " وليس ب " الكاسة " وانا قاعد و ليس وانا ماشي ، وبخاصة في ظل كائنات " مسربعة " و شوارع مزدحمة وسائقين لا يمكن ان تعرف اتجاه سياراتهم وتحتاج الى ( قارئة الفنجان ) لتعرف نواياهم في التحرك هنا او هناك.
فيمكن ان تذهب ( ضحية ) واحد من هؤلاء الحمقى الذين لا يميزون بين اليمين والشمال ولا بين الممنوع والمسموح. ويا ويلك اذا اعترضت ، ممكن تروح فيها. فكيف تستمتع بالقهوة أو مكالمة (غرامية) وحولك سيارات لا تتوقف عن»الزعيق» واطلاق الاغاني»المؤلمة»وكلما ( شفطتّ) رشفة من القهوة وجدت من (يدقر ) بك ، فتنسكب على ملابسك او تلسع يديك او ما تبقى منها؟
هل نحن شعب «كيّيف» الى هذه الدرجة ؟
..
ناوليني الارجيلة ... عايز اعمل " دماغ " !!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :