بدنا نعيش بقلم: طلعت شناعة


تستغرب إقبال الناس على الأشياء «الرخيصة» في وسط البلد. بندورة (نص عمُر) ، معلبات (منتهية الصلاحية) ، أحذية (مهترئة) ، قمصان (بلا ألوان واضحة) ، بنطلونات (بأحجام عجيبة) ، تشبه تلك التي كنا نجدها في «بقجة وكالة الغوث».
تسير في المنطقة المحاذية ل «الجورة» ، تجد فيها «بيانو» أشك أنه يعمل أو يخرج ألحانا. ماكينة خياطة (أثرية) كالتي كانت تستعملها أمينة رزق في فيلم «بائعة الخبز». ومن الطرائف التي سمعتها بائع «خردوات» يعرض «راديو» قديما للبيع. ولكي يغري المارة بشرائه ، يقلب محطاته ويقول: اسمع اسمع برنامج محمد الوكيل.
وفي «سوق الطيور» تجد عصافير غريبة وببغاء (لا يتكلم) ، إما أنه «أخرس» بالوراثة ، أو غير ناطق باللغة العربية»أجنبي». كلب «شرس» متحفز للانقضاض. ربما لكونه»مش متعشي من يومين» أو لأنه»جاي غصب عنه».
عربة أطفال بدون عجلات. خزانة بدون أرفف وجوارير. شهادات تقدير ممزقة ودروع لمتوفين حصلوا عليها في حياتهم وباعها أولادهم (وفاء لهم).
سيارات أطفال عليها حروف أمريكية .ملابس داخلية للرجال والنساء في «شارع الطلياني» وربطات عنق غريبة لكائنات أمريكية وأوروبية ربما تقلد أصحابها مناصب مهمة.
عربات لحمة مكشوفة تباع على الهواءمباشرة ولا أحد يدري مصدرها باستثناء الذي يمارس (الهشّ والنشّ) ، والناس تلتهمها بشهية عالية.
تسأل الناس لماذا تقبلون على كل هذه الأشياء وأنتم تعلمون أنها ( قديمة وبالية ومجهولة المصدر ولا تلزمكم) ، ويكون الرد: بدنا نعيش . يعني «إحنا قادرين نشتري أحسن منها».




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :