أزمة الدراما الأردنية بقلم: حازم الخالدي



برزت في ندوة الدراما العربية وأهمية نقل الواقع المعاش التي اقيمت في مؤسسة عبد الحميد شومان ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون لهذا العام،العديد من القضايا ذات العلاقة في الدراما؛ سواء ما يتعلق بالإنتاج والدعم والمضمون، الذي يصل إلى الجمهور ، وأكثر القضايا التي دار النقاش حولها الدراما الأردنية وغياب أي مشارك في الندوة ليتحدث عن مشكلة الدراما الأردنية ومعاناة الفنانين، طبعا مدير الندوة نقيب الفنانين لم يكن له دور في الحديث بصفته مدير ندوة؛ فبادرت مجموعة من الفنانين ليتحدثوا عن الدراما الأردنية التي تراجعت خلال السنوات الماضية ، لأسباب عديدة.
كان السؤال يدور أين المسؤول الأردني الذي يقوم بدوره بتحريك المياه الراكدة لتأخذ الدراما الأردنية مكانها بين الدراما العربية، وخاصة أن الدراما الأردنية وضعت لها مكانا في السابق وكانت منافسة على الشاشات العربية قبل انتشار الفضائيات، وقد اعترف فنانون ومنتجون عرب بهذه المكانة وأسبقية الدراما الأردنية في بعض المجالات وخاصة المسلسل البدوي الذي ظل الأكثر مشاهدة من بين المسلسلات العربية وبالذات في دول الخليج العربي، وكذلك المسلسلات المدبلجة التي بدأت من الأردن وباللهجة العربية الفصحى، والآن سحب البساط من تحته إلى دول عربية أخرى، وتحرك بعض المنتجين في تقديم مسلسلات أجنبية وتركية مدبلجة وبلهجات عربية محكية ، بعيدة عن التشويق والجاذبية والموضوعية ،ولكنها مسلسلات انتشرت بسبب الصورة المختلفة التي تختلف عن صورة المسلسل العربي.
إن ما وصلت إليه الدراما الأردنية من أوضاع ومستويات تتحمل مسؤولياتها المؤسسات المعنية بالثقافة والفن والإعلام ، وهي مؤسسات لم تبادل إلى وضع خطط ولا استراتيجيات لدعم الدراما الأردنية والاهتمام بها، في وقت تدعي بعض المؤسسات أنها تقوم بصياغة استراتيجيات لم ينفذ منها شيء على أرض الواقع، وبقيت الدراما الأردنية حزينة وحبيسة في أرشيف المؤسسات الإعلامية الأردنية والعربية.
في هذه المرحلة حيث ينشط الانتاج التلفزيوني العربي ليحتل مساحة على الشاشات العربية، وبالذات في شهر رمضان، يشتد التنافس بين الفنانين العرب والأعمال التي يقدمونها، حيث تنتظر الدراما الأردنية من يأخذ بيدها لتكون منافسا كغيرها من انواع الدراما العربية، وتخرج من الأزمة التي تعاني منها بعد أن وضعها المسؤولون في سبات منذ فترة طويلة لم تنهض منه ولم نجد لها مكانا بين المسلسلات العربية سوى مسلسلات قليلة يتطوع بعض المنتجين الأردنيين بجهود فردية لتقديمها في غياب الدعم من المؤسسات المعنية بالدراما.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :