الموظف « غير » المثالي بقلم: طلعت شناعة






نسمع عن تكريم للموظف المثالي في الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة. وربما كانت هناك « شروط « للموظف الذي يفوز بهذا اللقب والمكافأة والتكريم. لكنني أتساءل عن النصف الآخر من الكأس. عن الموظف « غير المثالي». من هو؟ وما هي مواصفاته؟ ولماذا لا يعطى « جائزة « أو يحظى بإشارة ، مع أنه موظف مهم ولعله أكثر أهمية من زميله « المثالي».

سؤال آخر ، هل يوجد في الاردن موظف مثالي؟

خذوني على قد عقلي وأنا ما « بتخوّث» ولا بستعرض « خفة دم «.

هل يوجد عندنا في العالم العربي ، بلاش في الاردن، عشان الامور تسلك ، موظف تنطبق عليه شروط الموظف المثالي؟

كلنا نحب ان نكون موظفين وبخاصة في الحكومة. وقبل ان نتخرج من التوجيهي والجامعة والكليات يقولون لنا ( الناصحون والخبراء ): شد حيلك وخلّص دراستك . بكرة بتشوف لك وظيفة بالحكومة وانت بتعرف إن هناك ما في شغل. أكل ومرعى وقلة صنعة!

تدخل هذه «النصيحة» بسرعة البرق الى عقولنا ونستعد لسنوات الكسل والنوم في المكاتب والتسلس بحل الكلمات المتقاطعة. وبالتأكيد تكون « النميمة « شغلنا الشاغل. نفرش « الملاية « كما يقول إخوتنا المصريون وهات يا استغابة واستحضار للكائنات. ولا يُستثنى من ذلك أحد من المسؤولين من المدير لعامل البوفيه الذي يقوم أحيانا بدور « البريد الشفوي « الذي ينقل الكلام من.. الى. ويظهر صديقا للجميع حتى يحظى بمحبتهم و» نقودهم «.

أتخيل الموظف « غير المثالي» يفعل ما سبق وزيادة . مثلا هو لا يداوم وفي بعض الوزارات يغيب أو يحضر للتوقيع على كشف الحضور ثم يمضي ، ربما الى النوم في بيته أو الى عمل آخر. وغالبا ما يكون هذا الموظف « محظيا « بعلاقة ما مع شخص ما ومسؤول ما يغض الطرف عنه ويكون « مزبّطه». وإذا ما تعرض للسؤال من قبل موظف آخر ، تجد ألف من يهمس في أُذنه» فكّك منه ، هذا مدعوم «.

الموظف « نصف المثالي» ، يأتي بعدة الشاي والقهوة الى مكتبه ويجد ركنا منزويا يعد فيه المشروبات ويعزم المسؤول المباشر فقط لكي يستمر في « التواطؤ معه».

الموظف « ربع المثالي»، يبتسم للجميع وله « أجنداته» الخاصة. يعادي كائنات ويصالح كائنات . وتظل صلته بالمسؤول المباشر « طيبة «. وعلى طريقة « شيلني وشيلك».

الموظف « شبه المثالي» هو الموظف الذي يلتزم بالدوام ويمارس « النميمة « في « أوقات الفراغ « ويأخذ معه بعض « المعاملات» الى البيت ـ بحجة انه سوف يكملها هناك «. وعادة ما يحرص على ان يكون معه « كيس بلاستيك أسود يحتوي على طعام وبعض الفاكهة وشوية مكسرات وشيبس وعلكة لإغواء الصبايا والتقرب منهن».

مطلوب جوائز لكل هؤلاء، وأنا منهم!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :