الانتماء للمدرسة ثقافة بقلم : أمل خضر


الانتماء للمدرسة ثقافة وأداء وانجاز أكاديمي أفضل للطالب
بقلم : أمل خضر
جاء مقالي هذا لأهمية المبادرة التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة البيئة (مدرستي انتمي)، وفي الواقع لما لهذه المبادرة من أهمية على كافة الاتجاهات سواء الطالب والمدرسة من ثم الأسرة والمجتمع وبالتالي الدولة .
الانتماء للمدرسة ثقافة وله تأثير كبير على تنشئة جيل قوي ينتمي لمدرسته وبيئته ومجتمعه.
فالانتماء في بيئات التعليم، شعور الطالب بالقبول والتقدير والاندماج والتشجيع من قِبل الآخرين المعلمين وفي البيئة المدرسية، ليشعر بأنه جزء مهم في أنشطة الفصل ، بحيث يتضمن الانتماء مشاعر التفهّم والاحترام والتواصل والمشاركة داخل المجتمع المدرسي.
أن الشعور بالانتماء أمر بالغ الأهمية للتحفيز الأكاديمي للطلاب، ولأجل نجاحهم وصحتهم النفسية .
إن حاجتنا للانتماء حاجة بيولوجية نتوارثها عبر جيناتنا منذ الأزل حيث يسعى البشر والمراهقون نحو تكوين روابط اجتماعية قوية، ليدركوا قيمة القبول والاهتمام والدعم من الآخرين.
في المجتمع المدرسي يمنح شعور الانتماء لدى الطلاب إحساسا بالأمان والهوية، مما يدعم بدوره التطور الأكاديمي والنفسي والاجتماعي لدى الطالب.
ان أهمية انتماء الطلاب إلى المدرسة يدعم الطلاب خلال وقت الضعف وبشكل خاص عندما يشكلون هويتهم , ويطورون المهارات النفسية والاجتماعية ويتأثرون بأقرانهم، وبالتالي تتشكل تفاعلاتهم وعلاقاتهم وانجازاتهم المستقبلية وقدرتهم في حال قيام الطلاب على العمل والتكيف على المستوى النفسي والاجتماعي حتى مرحلة البلوغ، مما يجعلهم يرتبطون بمستويات أعلى من الرفاهية العاطفية والجسدية للطالب وتقديم أداء وانجاز أكاديمي أفضل.
يرتبط انتماء الطلاب الى المدرسة ارتباطا ايجابيا بالتفاؤل والكفاءة الذاتية واحترام الذات والتواصل الاجتماعي، كما يمكن أن يقلل من احتمالية حدوث مشاكل بالصحة العقلية، ويعزز المرونة عند ظهور صعوبات الصحة العقلية ويقلل من الأفكار والسلوك غير الإيجابي.
والذين يشعرون أنهم لا ينتمون إلى مدرستهم هم أكثر عرضة للتغيب عن المدرسة والتصرف بطرق لا تتوافق مع النتائج الأكاديمية الناجحة ويتركون المدرسة مبكرا وأكثر عرضة للعنف المدرسي، وأكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب.
تعالج المدارس الانتماء باستخدام نهج المدرسة بأكملها الذي يتضمن مجموعة من التدابير التي تساعد على بناء مجتمعات تعاونية وشاملة للتعلم والانتماء، وهناك مجموعة استراتيجيات يجب على المعلم اتباعها، وتتمثل بتشجيع العلاقات الإيجابية مع المعلمين وجميع العاملين في المدرسة ، على أن يكون لديهم معلم يقوم على دعمهم ومساندتهم داخل بيئتهم المدرسية ، ويقيم معهم علاقة آمنة ومحترمة وداعمة، ولا تقف الامور عن الدعم الأكاديمي، فالدعم العاطفي مهم لزيادة الترابط داخل المدرسة.
خلق ثقافة انتماء الأقران الإيجابية ، حيث يكون الشعور بالانتماء الى المدرسة مجديا , فالمدارس التي لديها طلاب يشعرون بالانتماء، يتم فيها خلق ثقافة مدرسية يكون فيها الشعور بالانتماء الى المدرسة هو الاساس .
وتحتاج المدرسة إلى قادة داعمين يُمكنهم ايصال قيمة الانتماء إلى المدرسة بوضوح ويجب أن يكون لديهم سياسات تعزز الشعور بالانتماء للآخرين جنبا إلى جنب مع التوقعات السلوكية الاخرى في المدرسة .
ويجب أن تدرس مثل هذه السلوكيات من اليوم الاول الذي يبدأ فيه الطلاب المدرسة , بتعزيز وتدريس وإكساب مهارات في الجوانب الاجتماعية والعاطفية التي تسهم بشكل مباشر في ثقافة الانتماء وتعزز الشعور بالانتماء للذات ولآخرين ، ويجب أن يكون للمدارس سياسات تعزز البيئات المدرسية الشاملة لأماكن للانتماء اليها .
كما يقال دائما “مقاس واحد لا يناسب الجميع” إذ لا يوجد إطار عمل ثابت وموحّد يمكن تطبيقه على كل المدارس وبيئات التعلم. ولا توجد استراتيجيات محددة لتنفيذها مع جميع الطلاب. لذا ينبغي النظر للسياقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها قبل تحديد الاستراتيجية المناسبة للتنفيذ. مع إدراك مفهوم “الشعور بالانتماء” والوعي بأهداف تنمية ذلك الشعور وأهميته للطالب وتأثيره على الأداء الأكاديمي والشخصي للطلاب.
ينبغي لكل طالب أن يكون لديه داخل المدرسة شخص بالغ واحد على الأقل لدعمه ومساعدته. شخص يحبّه الطالب ويحترمه، ضمن علاقة آمنة وداعمة أساسها الدعم العاطفي والأكاديمي، مما يسمح للطلاب بتطوير وتنمية الوعي بالذات والآخرين.
والطالب الذين يتمتع بإحساس عال بالانتماء للمدرسة، يثّمن التعلم ولديه دوافع أكاديمية عالية، ويمكنه إدراك قيمة وأهمية ما يتعلمه، ويدعم ذلك تأكيد المعلمين على أهمية المواد التي يدرّسونها للطلاب والهدف منها، بالإضافة إلى توافر الكفاءة الذاتية لدى المعلمين والثقة والشغف تجاه المحتوى الذي يقومون بتدريسه .
كما يجب تشجيع المدرسة على النمو المهني المتعلق بالصحة النفسية والالتحاق بالبرامج والدورات التي تزودهم بالمهارات اللازمة لاحتياجات الصحة العقلية والنفسية، ولديهم مهارات تحدد المشكلات عند ظهورها، والدراية بالتصرفات المثلى لحلها. وبناء علاقات إيجابية مع الطلاب هو المفتاح! فكلما كان المعلمون على دراية بكل طالب، فإنهم أكثر استعدادا لاكتشاف المشاكل وملاحظة السلوكيات التي تتطلب التدخل مثل الغياب المتكرر والعزلة والتنمر وغيرها .
ويلعب الوالدين دورًا حيويا وهاما في المجتمع المدرسي. إذ أن تصوّراتهم عن التعليم والمعلمين والمدرسة لها تأثير كبير على مواقف أطفالهم وآرائهم واتجاهاتهم نحو المدرسة والتعليم. فالوالد الذي يقدّر المدرسة والعلم والتعلم ويحترم ثقافة المدرسة وأنظمتها، من المرجّح أن يشعر طفله بالانتماء للمدرسة وتكوين علاقات إيجابية مع المجتمع المدرسي، مقارنة بالوالد الذي يتذمر من المدرسة ولديه أحكام مسبقة عن التعليم والمعلمين. لذلك من المهم للمدرسة إبلاغ أولياء الأمور بأهمية الشعور بالانتماء للمدرسة وتأثيره على أطفالهم، والتعاون مع المدرسة لتعزيز الشعور
بالانتماء .

إن الدعوة لتعزيز شعور “الانتماء للمدرسة” وخلق ثقافتها داخل المجتمع المدرسي أمر حاسم في ظل الصراعات الثقافية والقيمية والسلوكيات التي نتجت عن التطور التقني الهائل، مما يحتّم علينا العمل على احتواء الطالب وتقبّله ودمجه في مجتمعه وبيئته، لتكن رسالتنا له انت لست وحدك نحن معك.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :