مبالغة في الاحتفالات بقلم: حازم الخالدي


شارع الصحافة
حازم الخالدي

كان الاحتفال مبهرا وصل إلى حد المبالغة ، فهو الوحيد الذي حصل على أعلى معدل توجيهي في عائلته لذا كان لا بد من تمييزه عن غيره، المعدل لم يكن بمستوى العلامات المبهرة ، ولكن مهما يكن ، النجاح يثير البهجة والفرح والبسمة، بالنسبة له هذا شيء خارق ، منذ أن أعلنت النتائج تم الاستعداد لتجهيز احتفال يليق بالعائلة، لم تكن الحجوزات سهلة، ولكن في النهاية تم حجز مزرعة كبيرة ، وبدأت التحضيرات للحفل ، وظهر السماسرة الذين سيقومون بحجز الآلات الموسيقية والاتفاق مع مطرب ، الآن ظهر لدينا مهن جديدة مرافقة لتجهيز الحفل، والاكسسوارات ، وتنسيق الورود، وشراء بدلة تليق بالخريج الذي تفوق بالامتحان ، لا ننسى أيضا هناك فساتين خاصة للخريجات تختلف عن فساتين العرائيس ، ثم والأهم تجهيز بوفيه مفتوح.
صحيح أن نتائج التوجيهي أعلنت منذ فترة لكن الاحتفالات ما تزال مستمرة ، فهذا موسم ، أعراس وتخريج جامعات ومعاهد ومدارس وحتى الروضة أصبح لها احتفالات ، الصالات الصغيرة لم تعد تغري المحتفلين، المزارع مطلوبة خاصة أنها بعيدة وذات مساحات واسعة.
الاحتفالات تحولت في ظل المبالغة فيها ، إلى نوع من المباهاة والوجاهة والتظاهر في الصخب وصرف الأموال، أو أنها احتفالات تنسي ما بداخلنا من أوجاع ، والتكلفة لا تهم.
لا يمكن أن ننكر وجود الاحتفالات في الماضي ولكنها كانت احتفالات بسيطة ، كان الطالب يحتفل مع أسرته ومع الأصدقاء والجيران، فيجدونها مناسبة لمشاركة جيرانهم الأفراح، فيأخذون معهم علبة (توفي)، أو باكيت (ناشد)، وممكن عمل حفلة على سطح البيت، مع وجود عازف الشبيبة المتنقل(يأتي مجانا) أو باكيت دخان .
يمكنكم اليوم أن تحتفلوا كما يحلو لكم، ولكن أن تكون المشاعر حقيقية، بعيدة عن المبالغة، والأهم أن تخلو من إطلاق الرصاص، كما فعل جارنا الذي احتفل بطريقة مذهلة فقط لأنه لم يخفق وتجنب الرسوم، الاحتفال لم يكن يتناسب مع مستواه ، هذا شيء عادي أيضا، فمستوى التعليم العام يتراجع.
زمان كان الاحتفال يرتبط بقيمة الشهادة (مترك) أو( توجيهي )، لأنه ينقل الخريج إلى حياة جديدة ..ينقله إلى حياة عملية أو دراسة علمية عالية المستوى، أما اليوم فلا قيمة للنجاح ولا حتى للشهادة إذا رمتك على قارعة الطريق دون عمل.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :