حصانة بقلم: طلعت شناعة




يعتقد نصف الاردنيين على الاقل .. ان لديهم نوعا من ( الحصانة ).
وتظهر هذه (الحصانة ) عندما (يدقر ) أحدهم بهم او يتعرض هؤلاء لمشكلة كأن تكون (مخالفة سير ) او (انقطاع تيار كهربائي ) او حين تجبرهم الظروف على الوقوف في طابور بمطعم الفول والفلافل او انتظار معاملة في وزارة او دائرة حكومية او بنك الى اخر ما يتعرضون له من اشكاليات سواء كان الواحد منهم ظالما او مظلوما.
وقد انتقلت هذه ( العدوى ) الى بعض الاشخاص من الذكور والاناث وحتى ابنائهم ممن تورثوا ( الشعور بالاهمية ) من اهاليهم.
وغالبا ما يلجأ هؤلاء إلى (الصوت العالي ) واستعراض الزهو والفخر لمجرد انهم من ( الجهة الفلانية ) او ان والدهم يتولى او كان في منصب معين.
بعض النساء .. يتخيلن ان مجرد كونهن (نساء ) يسمح لهن برفع الصوت والصراخ والاعتداء على الاخرين..حتى لو كان الموقف لا يستدعي استعراض الانوثة.
سيدة كانت في الباص وطلبت من السائق ان تنزل في المكان الذي تريده. ونسيت أن لكل مكان ظروفه وموانعه كان يتواجد شرطي سير وبالتالي لا يستطيع السائق إنزال الركاب خوفا من التعرض ل (المخالفة ).
وكما حدث أمامي.. وأمام كل الركاب بالطبع.
لم يتوقف السائق..وأخبرها انه يتوقف في المكان المخصص لإنزال الركاب والذي لا يبعد عن المكان الذي ترغب به سوى ( مترين فقط).
فقامت تشتم وتلعن السائق بطريقة غير لائقة.
والرجل صامت ولم يرد على الاسماء بالمثل .. فقط لكونها (ست ).
وأكملت مسلسل الردح وهي تهبط من الحافلة قائلا : ( عمى يعميك) .!!
بصراحة .. ومن المرات النادرة .. تعاطفت مع السائق وقلت :
(بس لو عندي / حصانة ) .. كنت رديت عليها وانتقمت للسائق المسكين..
لو.....!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :