هل صحيح أننا لا نقرأ؟ بقلم: حازم الخالدي


هل صحيح أننا لا نقرأ؟
نحن كعرب متهمون دائما.. لا تتوقف الاتهامات ضدنا.. متهمون في الجهل، متهمون بالعنف، ومتهمون في الأمية، ومتهمون بعدم القراءة، هل صحيح أننا أمة لا تقرأ ؟
قد يُبالغ في هذه الاتهامات، التي لا تستند لحقائق، يقولون إن الشعوب الأكثر ثراء هي التي تقرأ، نحن لسنا من هذه الشعوب، الفقر والبطالة والظروف المعيشية ربما تجعلنا الأقل قراءة بين الأمم، أيضا البعض يشكو من ارتفاع أسعار الكتب.
ويمكن أن تكون لوسائل التواصل الاجتماعي ، والهاتف المحمول، ومنصات الألعاب التي يُقبل عليها الجيل الجديد، من فئة الأطفال والمراهقين والشباب وحتى الكبار ؛ أثرت بشكل كبير على ثقافة القراءة بين هذا الجيل ، وتراجعت نسبة القراءة عما كانت عليه سابقا، لكن شغف القراءة ما زال موجودا لدى مختلف الأجيال ، الكتاب له أهميته للكثيرين، صديقي (أبو جعفر) رغم التطورات التكنولوجية لا يفضل سوى أن يستمتع بالكتاب وتصفح أوراقه ، حاولت أن أثنيه عن ذلك ، ليتجه إلى قراءة الكُتب الإلكترونية، ولكنه يرفض بشدة، مبررا أن أكثر ما يغريه في الكتاب رائحته.
طبعا في الأردن ولا حتى في الدول العربية توجد احصاءات تحدد نسبة القراءة ، لكن في الغرب هناك دراسات تبين نسبة القراءة بين مختلف الفئات، وعدد الكتب المطبوعة في كل دولة وعدد الكتب المباعة، فمثلا شكل عام 2021 ارتفاعا كبيرا في عدد الكتب المطبوعة في أمريكا، وبنسبة زيادة 8.9 %، وزادت نسب القراءة في العالم بنحو 1. 35 %، ويعود ذلك إلى انتشار فيروس كورونا، حيث أدت عمليات الإغلاق والقيود على الحركة إلى بقاء معظم الناس في منازلهم ، وهذا يعني أيضًا أن الناس بحاجة إلى العثور على أشياء لإبقائهم مشغولين في المنزل، وهو الوضع الذي شجع أيضًا المزيد من الناس على القراءة في محاولة للقضاء على الملل.
هناك دراسة تبين أن ست دقائق من القراءة يوميًا، تعني الكثير لتنمية الأطفال الصغار ذهنيا ، " حتى لكبار السن القراءة مفيدة، فهي تقلل من التدهور العقلي لدى كبار السن بنسبة 32 %".
للعلم ؛ بما أن أكثر الدول العربية تقع في قارة آسيا، فإن هذه القارة بحسب دراسات عالمية فإن مواطنيها يتصدرون أعلى الدول في القراءة، (لكن ليس في الدول العربية)، حيث يقضي فيها الناس معظم وقتهم في القراءة ، وتتصدر الهند المجموعة بـ 10 ساعات و42 دقيقة يقضيها المواطن الهندي العادي في القراءة أسبوعيًا، تليها تايلاند بـ 9 ساعات و24 دقيقة، والصين بـ 8 ساعات تقريبًا، فيما تمثل السويد أفضل تمثيل للدول الأوروبية في المركز الثامن من أصل 30، بمتوسط 6 ساعات و54 دقيقة، بينما تأتي الولايات المتحدة في المركز 23 بمتوسط 5 ساعات و42 دقيقة فقط، ونحن نتساءل ، كم ساعة يقضي المواطن العربي في القراءة اسبوعيا أو يوميا.
القراءة عادة وممارسة مثل ممارسة الرياضة كالمشي أو السباحة، أو ركوب الخيل، (هذه ممارسة نفضلها نحن وهي تحتاج إلى فرسان لإظهار مهاراتهم فيها) ، البعض لديه هواية النوم؛ غير عادة القراءة.
شارع الصحافة يتجه الآن الى معرض عمان الدولي للكتاب، هو معرض كما كل معارض الكتب التي تقام في الدول العربية والعالمية ، يُنشطْ القراءة ويلفت الانتباه لأهمية هذه الممارسة الجميلة التي تجعلنا نرتقي في ذهنيتنا، وخاصة أن الاتهامات تحاصرنا من جميع الاتجاهات لأننا مستهدفون.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :