حملات التطعيم والتشويش بقلم: حازم الخالدي


شارع الصحافة
حازم الخالدي
من المسؤول عن التشويش الذي حصل في حملة التطعيم ضد الحصبة، لا نعرف هل أخفقت وزارة الصحة في توضيح ماهية المطعوم وكفاءته ولم تستعد جيدا للبدء بحملة التطعيم ، أم أن الأهالي استعجلوا في الحكم على المطعوم ولم يأخذوا المعلومات من مصادرها، أم وسائل الاتصال المجتمعي التي تنشر المعلومات بمختلف أشكالها وتعهدت دون أي حسابات على المغامرة بنشر فيديوهات غير موثقة ودون أن تستند إلى أي مصادر،أم أن القضية تأخذ أبعادا أكبر كون مصدر المطعوم بلد مثل الهند، وكأن الناس يقللون من انتاجية هذا البلد،(يعني هندي)، فيما لو كان المطعوم مسجل أو انتج في بلد آخر، مثل أميركا أو بريطانيا أو سويسرا، هل سيكون المطعوم أكثر مأمونية، كما حصل مؤخرا أثناء برنامج التطعيم ضد كورونا حيث لمسنا البعض يفضل مطعوم على أخر.
حقيقة أن برامج التطعيم وفرت الحماية على مدى سنوات مضت للكثير من الناس سواء في الأردن أو في دول العالم وخاصة ما يتعلق بالثلاثي والشلل الذي يكاد أن يكون قد انتهى من معظم الدول العالم ،وأتحدث هنا من واقع خبرتي في الاعلام الصحي، وأذكر في حملة الجفاف في بداية التسعينيات من القرن الماضي ولم نكن نعتمد وسيلة إعلامية في ذلك الوقت للترويج للحملات سوى التلفزيون الأردني والإذاعة والصحف الورقية..أنجزنا حملة إعلامية كان لها تأثير قوي على المواطنين الأردنيين وووصل تأثيرها إلى المناطق القريبة من الحدود الأردنية وهي مناطق الجنوب السوري الذي كان يلتقط البث من التلفزيون الأردني، كانت الحملة منظمة ومعدة بشكل علمي ومدروس وبإشراف خبراء في الرعاية الصحية الأولى والإعلام والاتصال، كان هناك فريق عمل واجه رسائله إلى فئات مستهدفة وكان شعار الحملة يحمل أغنية ظلت تردد بين الأطفال ومختلف الأجيال وهي" محلول الاكواسال"،وفي ختام الحملة التي حظيت بقبول المواطنين جراء النتائج الايجابية لها، وخضعت للتقبيم من منظمة الصحة العالمية ، ولأن الحملة كانت مدروسة بعناية وشملت دول إقليم شرق المتوسط، حصل الأردن على المرتبة الأولى في التقييم وتسلم جائزة في ذلك نظرا لارتفاع مستوى الوعي والإقبال الكبير على الحملة.
نؤمن بأهمية التطعيم حماية للأطفال من الأمراض، ولكن لا نستطيع أن نغفل الخلل وغياب الثقة ، فالمفروض بأي حملة أن تعد بشكل جيد وما المانع لو عملنا( فوكس جروب) للأهالي والطلاب، بحيث يحددوا على الاقل الوقت المناسب للحملة ومدتها وأهميتها،ولماذا هذه الحملة خاصة أنها أول حملة بعد فاجعة كورونا، لنقترب أكثر من الناس حتى تظل الثقة موجودة بين مختلف أطراف العملية التواصلية بعيدا عن الاشاعات التي تحبط العمل ، فالحملة الاعلامية يجب أن تلقى القبول من الناس حتى تكون ناجحة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :