تزييف الحقائق. بقلم: حازم الخالدي



الآلة الإعلامية الصهيونية ما زالت تعمل على تزييف الحقائق ونشر الأخبار الكاذبة التي تريد منها كسب تأييد الرأي العام العالمي ، وهي معركة لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية.. نجحت فيها في مختلف المراحل في غياب الاعلام العربي وفرديته ومحدودية تأثيره وعدم قدرته على إيصال صوته إلى العالم.
في هذه الحرب استمرت الصهيونية في عملها في تزييف الحقائق ، حيث تروج الأخبار الكاذبة، وتنشر الصور والفيديوهات المشوهة، وفي مختلف المواقف ، مثلما ادعت أن مقاتلي حماس في هجومهم على غلاف غزة قتلوا الأطفال والنساء وقطعوا رؤوسهم ، وبدأ الغرب يروج لهذه الدعاية وخاصة أن كبرى الصحف الأميركية هي مملوكة ليهود ..وردد مسؤولون أميركون مثل هذه الأخبار دون أن تظهر صورة واحدة لقتل الأطفال، ونُشرت أيضا بعض الصور لفتيات خلال الحفل الليلي الذي أقيم في إحدى مستوطنات غلاف غزة، وادعت بعض الصحف أن مقاتلي حماس قاموا بقتلهم دون أن تكتمل صورة القتل ، حيث أدركت بعض وسائل الاعلام فيما بعد أن الصورة كانت منقوصة.
وتستمر وسائل الاعلام الغربية الموالية للصهيونية في نشر الصور وبث الأخبار التي تظهر القتلى أو المصابين اليهود، ولكنها لا تنشر أي صور لمدنيين فلسطينيين هُدمت عليهم بيوتهم ، ولم تظهر عمليات الإبادة الجماعية للسكان الذين يُقتلون بالعشرات، حتى أن بعض العائلات تم إبادتها عن بكرة ابيها، كما لم تظهر صور الدمار للمستشفيات والمساجد التي قصفت ، ولم تظهر صور اللجوء الجديد لنحو مليوني إنسان تريد " إسرائيل " إخراجهم من بيوتهم.
هذا الاحتلال البغيض يعتمد على تشويه الحقائق وأحيانا المبالغة والكذب ، وبالذات عندما يركز في أخباره وصوره على الفتيات لكسب تأييد وتعاطف المجتمع الدولي من الناحية الانسانية ، حتى أن مثل هذه المعلومات يتم تمريرها على البعض من العرب ممن يجهل تاريخ الصهيونية ويجهل تاريخ فلسطين، ويجهل أنه لا يوجد إسرائيلي لا يحمل رقم عسكري سواء فتاة أو شاب أو كهل ، مما يعني أنه لا يوجد شيء اسمه " مدني يهودي بريء"، فكلهم يمسكون السلاح ويختارون صهيونيتهم لقتل العرب، ويكتبون على الحيطان " نعم لقتل العرب".
وللأسف أن الاعلام العربي أثبت فشله وضعفه على مختلف المستويات، ولا يستطيع أن يقنع الناس بكل طروحاته، فيما تختار وسائل الاعلام الغربية أجندتها وأيديولوجياتها بكل دقة وعناية لغسل أدمغة الناس وكسب تأييدهم في أي موقف كان.
ما تقوم به " إسرائيل"، هذا الكيان الذي يرتكب الجرائم دون أي رادع، ويتمرد على كل القوانين والأعراف الانسانية، يحتاج إلى فهم عميق من المؤسسات الاعلامية العربية التي عليها أن تتكاتف وتعمل ضمن خطة عربية موحدة لفضح هذا الزيف الذي يقوم به الاحتلال، الذي يعتمد على الدعاية ، والكذب منذ بداية حرب غزة لكسب تعاطف الرأي العالم العالمي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :