خيبة الأمل بقلم: حازم الخالدي


أعلم أن لدينا في هذه الفترة إحباطات كبيرة من الأوضاع العامة والمواقف العربية تجاه ما يحصل في غزة، وبنفس الوقت لدينا رغبات لوقف المخطط الإسرائيلي في التوسع والتهجير ومقاومة أي محاولة لجيش الاحتلال للتوغل في غزة التي تعاني من كارثة إنسانية لا مثيل لها.
هذه الحالة التي يعيشها المواطن العربي تشعرنا بالحزن لغياب موقف عربي موحد جعل من هذه الدول تعيش في مأزق حقيقي أمام شعوبها، وظهر الانقسام الواضح بين مواقف الدول العربية في جولة وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة ، وخاصة من الدول التي وقعت أخيرا اتفاقيات سلام مع "إسرائيل"، حيث غاب الدور العربي لمنع نشوب حرب في غزة، مع الغياب التام للسلطة الوطنية الفلسطينية ، بوجود قيادة فلسطينية في الضفة تعاني من الشيخوخة وفقدان الذاكرة، وكأن المطلوب منهم جميعا اتخاذ موقف ضد (حماس)، بينما العملية أكبر من ذلك وأعمق، وهي الوحشية التي تتصرف بها "إسرائيل" ضد المدنيين ،وتدمير بيوتهم ، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، مع وقف امدادات المياه وقطع الكهرباء، ووحشية جيش الاحتلال وعدم التزامه بالقوانين الدولية، وكذلك غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية، مما يثبت أن كل الاتفاقيات مع هذا الكيان واللقاءات مجرد تسكين للأوضاع، في كل الخطوات كانت الولايات المتحدة الأميركية، سواء من الاحتلال الذي لا يعترف بالاتفاقيات، أو الحليف الأقوى لإسرائيل ودعمه الثابت لهذا الكيان سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً،والتزامه وعدم ابتعاده عنها حتى أن أميركا تُعيد نفس المواقف والأساليب الدعائية بالذات ما يتعلق بالأخبار المزيفة والافتراءات ضد حركة (حماس)..
المواطن العربي محبط ووصل إلى مرحلة فقد فيها الثقة بكل ما يجري من سياسات لم تحقق له الازدهار والنماء والتقدم للعيش حياة كريمة في بلاده ، وكذلك الشعب الفلسطيني الذي لم يفقد ثقته فقط بكل الحلول السلمية التي تجعله يعيش على أرضه بحرية، وإنما فقد ثقته بقيادته التي لا حول لها ولا قوة.
الأكثر مرارة وحزنا أننا نردد في مختلف المواقف والاجتماعات الأمن العربي المشترك، والحفاظ عليه، ودعم القضية الفلسطينية ولا نرى هذا الدعم على أرض الواقع،وخاصة في هذه الفترة، وعلى الأقل اتخاذ موقف للضغط على الولايات المتحدة لمنع الحرب في غزة.
الإحباطات وخيبة الأمل لدى شعوبنا العربية في حال زادت المخاطر واشتعلت الحرب التي ستكون الأكثر دموية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وربما تتسع على نطاق أكبر إلى دول أخرى .

في ظل هذه المشاعر التي تسيطر على الانسان العربي، فإن الحرب ستؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين، كما ستتكبد" إسرائيل" خسائر فادحة، وقد يتم اختطاف جنود إضافيين، كما تم اختطاف جنود في عملية طوفان الأقصى، عندها ستضطر " إسرائيل" إلى الاعتراف بخسارتها للحرب، وستعطي أملا جديدا للفلسطينيين بإحياء دولتهم على أرضهم .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :