الأرض لنا بقلم: حازم الخالدي



‏ما الذي تريده "إسرائيل " من هذه الحرب ؟ لقد ارتكبت أبشع المجازر وانتهكت اتفاقيات جنيف التي توفر الحماية للمدنيين في النزاعات الحربية وكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية..
لقد تجاوزت "إسرائيل " في حربها على غزة كل القيم والمواثيق فاستخدمت الأسلحة المحرمة شرعا مثل الفسفور الأبيض وغيرها من الأسلحة التي جربت حديثا.
هذه الحرب المسعورة التي يشنها الكيان المحتل، ويحشد فيها آلاف الجنود والمتطوعين من كل دول العالم، تُمارس فيها كل الأعمال العدائية ، فقتلت النساء ، والأطفال ، حيث قتلت لغاية الآن ما يقرب من ألف طفل فلسطيني، وهدمت البيوت على أصحابها ، وتطاولت في حربها على كل القيم الإنسانية ، فقتلت الصحفيين والأطباء والممرضين ورجال الإطفاء والاسعاف والمدنيين الأبرياء الذين تحاول تهجيرهم من بلدهم إلى مكان آخر، ربما لم يتم الاتفاق عليه لغاية هذه اللحظة وقد يكون مفاجئا خلال الأيام المقبلة، بعد الاتفاق مع الدول المستضيفة.
القيادة الإسرائيلية المجرمة تريد أن تصل بالانسان الفلسطيني الى مرحلة من الاستسلام ورفض قيادته والقبول بأي حلول والهروب إلى مكان بعيد عن حدودها، بعد أن وصل الفلسطيني في غزة إلى مرحلة من الجوع ، فحسب ما أعلنت منظمات إنسانية فإن مخزون الطحين في قطاع غزة لن يكفي أكثر من خمسة أيام، ورغم سقوط القذائف التي لا تميز بين صغير أو كبير أو بين مقاوم أو مدني، إلا أن الأسر تخرج من بيوتها لتصطف أمام المخابز المحدودة في قطاع غزة للحصول على نصف ربطة خبز لإطعام أطفالها .
في ظل هذه الأوضاع ، تتمرد "إسرائيل"، رافضة حتى الوساطات الدولية لفتح أي قنوات لادخال المساعدات الطبية والغذائية إلى أبناء غزة والى المستشفيات ومراكز الإغاثة الطبية التي تعاني من أوضاع مزرية ، جعلت أطباء بعض المستشفيات في غزة يعلنون عدم قدرتهم على علاج جميع الحالات التي تدخل اليها نظرا لعدم توفر الأدوية.
على "إسرائيل" أن تفهم أن كل ما تقوم به من ضغوط وحرمان الناس من أبسط مقومات الحياة وممارساتها غير الأخلاقية ، لن تقضي على حركة حماس ولا على أي حركة مقاومة فلسطينية ، فكل الحروب التي خاضتها مع العرب منذ عام ١٩٤٨ ولغاية الآن جعلت الفلسطيني يتمسك أكثر بجذوره وبأرضه، ولن يقبل مهما طال الزمن بالعيش مع هذا الكيان الغاصب الذي نزع عنه كل أحلامه، وأن أي مجرم صهيوني لن يسلب إرادته بالمطالبة بحقه في العيش على تراب أجداده.
وكما قال الشاعر محمود درويش:
"هذه الأرض لا تتسع لهويتين، إما نحن أو نحن"




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :