جيل جديد بقلم: حازم الخالدي



" إسرائيل" تمردت على كل القيم في حربها وعدوانها على غزة، يتعامل هذا الكيان الغاصب مع هذه البقعة الصغيرة من فلسطين وكأنها مقطوعة عن العالم ، لا أحد يحميها ولا أحد يكترث بها، ولا أحد يساندها ، ولنقل بكل صراحة وكأن غزة بلا ظهر، فهل يعقل أن نصل إلى هذه المرحلة من اللامبالاة وعدم الاكتراث بأبناء دمنا وأرضنها وديننا؟
نحن في العصر الأميركي، أو في العصر الصهيوني ، أو في أي عصر كان؛ يسمونه ما يسمونه، أقولها وبملء الفم أننا كسبنا المعركة مع هذا الكيان، الذي لا يعرف الانسانية ولا يعرف الاخلاق، ولا يلتزم بالأعراف والقوانين الإنسانية، هذا الكيان سيقابلة جيل بالمعني الحرفي..
سيخرج عليكم الآن جيل جديد ، جيل ليس كالسابق، جيل لن ينسى فلسطين، جيل أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، جيل سيكون أكثر شراسة من السابق، جيل لن تتوقعوا منه أن يصافحكم أو يمد يده إليكم ،ولن يقبل التفاوض والاستماع إلى مهاتراتكم ، جيل سيحاربكم بكل ما يملك، جيل سيكسر هيمنتكم على الساحات التي اعتقدتم أنها فارغة ولكنها كانت تُعبأ لكم لمحاسبتكم على كل الجرائم والأفعال التي ارتكبتوها منذ عشرات السنين ، جيل شاهد كل المأسي والمحن وتحمل الظلم، ولن يهدأ صوته إلا باسترداد حقه المسلوب، جيل سيحاكمكم على كل ما اقترفته أيدكم .
أنصحكم من الآن، أن تجلسوا على الأرائك فقط، وتنظروا إلى الجيل القادم الذي لن يعترف بالحدود ولا بالساسة ، جيل تضرع كؤوس الهوان والذل، ولن يقبل أن يتضرع به مرة أخرى .
لقد اعتقدتم أنه بعد خمسة وسبعين عاما أن الحرب انتهت، وأن القوة جعلتكم تتوسعون في الهيمنة والسيطرة ، حتى تملكتم حلقات التطبيع بأيدكم ، وأوهمتم العالم العربي أنكم تمتلكون القوة والتفوق العلمي والتقني والتكنولوجي والعسكري وأصبحتم قوة اقتصادية، فيما أنتم تسرقون مياهنا وثرواتنا ومواردنا الطبيعية وأفكارنا وطموحاتنا، حتى وصلنا إلى مرحلة حرمنا فيها من إدارة شؤوننا وحياتنا وتنمية مواردنا.
أيا يكن نتيجة هذه الحرب، فلن تهنأوا بكل مخرجاتها مهما كانت ، فقد كشف العدوان الأميريكي الصهيوني على غزة أن هناك اتجاهات جديدة في الصراع معكم، اتجاهات تجعلكم تراجعون أنفسكم ألف مرة قبل أن تقدموا عليها.
عليكم أن تفهموا من الآن أن السيطرة انتهت وأن الجيل الجديد لا يعترف بالهزيمة ولن يعترف بالحدود ولا بالساسة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :