اقتراحات غير قابلة للتنفيذ بقلم: حازم الخالدي



مع اشتداد العدوان على غزة وغياب أي حلول سريعة تنهي الحرب الدائرة منذ شهر، تخرج علينا بعض الاقتراحات التي تتوافق مع رغبة الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء وجود (حماس) من غزة، واستبدالها بحكم آخر بديل يعمل على إدارة القطاع ضمن رؤية إسرائيلية تضمن الحماية لها والآمان لسكانها.
السيناريوهات التي تطبخ في الخفاء وخلف الكواليس عديدة، وكلها سيناريوهات تديرها " إسرائيل" ، التي تريد إقناع بعض الدول سواء دولية أو عربية ؛ لملء الفراغ الذي سيحصل بعد انتهاء الحرب في غزة، في حال نجحت خطتها بالقضاء على حركة المقاومة الاسلامية، وهذا بعيد جدا عن الواقع لأنها في كل حروبها كانت تضع هدفا وهو القضاء على المنظمات الفدائية، التي ظلت موجودة رغم أنها بين صعود وهبوط على مراحل التاريخ .
ما تخطط له "إسرائيل" ما بعد غزة، السيطرة على القطاع وبناء تحالف لإدارة غزة بحيث تضع يديها عليها كما في الضفة الغربية ، سلطة بلا سلطة ، سلطة تعيش داخل مستوطنات سكنية منزوعة الارادة والحكم ،سلطة معتدلة تتقبل وجود اليهود داخل المجتمع الفلسطيني.
المشاورات بحسب التسريبات تأخذ أكثر من جانب منها التعاون مع الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ، وجانب آخر يتجه إلى التحالف مع دول عربية تنشر قوات عسكرية داخل القطاع وتقوم أيضا بعملية التمويل وبالذات ما يتعلق بإعادة الاعمار.
الاتجاه الصهيوني والأميركي نحو الاستعانة بالدول العربية، لأن " إسرائيل " لم تعد تثق بالجانب الفلسطيني وخاصة مع ظهور حركات مقاومة جديدة في الضفة الغربية مثل عرين الأسود وغيرها، وكذلك الاحتضان الشعبي الفلسطيني لحركة حماس في غزة، لذلك كان الاتجاه المختلف نحو المسار العربي وبالذات بعد المواقف المتباينة من بعض الدول العربية التي تدين حركة حماس علنا، وهذا غير معهود عربيا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
يبدو أن " إسرائيل" ومعها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاء غربيين يبحثون عن شريك ، للتوصل إلى إتفاق يسرع من إنهاء حكم حماس في الضفة وإخراج قادتها بشكل آمن من القطاع، وإذا لم ينجح المسار مع الدول العربية يمكن أن يتم " تدويل قطاع غزة" .
على " إسرائيل " أن تفهم ومن معها من دول متحالفة أن كل الاقتراحات غير قابلة للتنفيذ، لأن حركة المقاومة ستظل على الأرض ما دام هناك احتلال ولن تغيب المقاومة وإن اختفت حركة ستظهر حركات مقاومة أكبر وأكثر قوة، وأن مثل هذه الاقتراحات والمبادرات ستتلاشى ، ولن يكون لها أي وجود او مسار عملي، لأن من يقرر مستقبل غزة هي المقاومة على الأرض.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :