عالم فقد مصداقيته بقلم: حازم الخالدي


رسائل الإدانة للعدوان على غزة تتصاعد مع تصاعد العمليات العسكرية في غزة، وقد أصبحت لهجتها قوية وشديدة من مختلف الأطراف الدولية والعربية .. ولكنها رسائل لا تساعد أهالي غزة الذين يواجهون حربا بربرية وعملية تطهير عرقي وإبادة جماعية.. فالمجازر مستمرة وكل يوم تحدث مجزرة لذلك فكل عمليات الاستنكار والإدانة مجرد فقاعات لا تقدم لهم أي مساعدة بأي حال من الأحوال.
لذلك ينبغي لمن يغرد برسائل الإدانة أن لا يزعج نفسه على الإطلاق، لأنها رسائل تجعل الكيان المحتل ممتن لها ، لأنها بالنسبة إليه - وقد تغول في ساحة الصراع في غزة - لا تعني سوى أنها مجرد كلمات، ليس لها تأثير لردع العدوان أو وقفه ، فقد تمادى المحتل في أعمال القتل والتدمير وارتكاب المجازر، ولا أحد يهتم بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين يتساقطون ضحايا في مختلف الأماكن وبابشع الطرق في ساحات الشوارع والممراث الآمنة والمستشفيات وسيارات الأسعاف والمدارس وعلى طوابير المخابز..
فالعالم الذي يشاهد اليوم أعمال التدمير والمجازر، فقد مصداقيته وإنسانيته، ولا يستطيع سوى مشاهدة الصور المروعة للكوارث غير المسبوقة في غزة، فما يجري في غزة عملية إبادة جماعية، وما يحدث في مستشفى الشفاء لم يحدث في أي الحروب، ويمكن أن ينذر بأخطار وكوارث صحية وبيئة ، يعجز المجتمع الدولي عن وقفها ووضع الحلول لها، بعد أن فقدت الكلمات معانيها، ولم يعد للقوانين جدوى أو أي فائدة، فهي قوانين تحفظ في أدراج المنظمات الدولية التي تأخذ قراراتها للقوى العظمى مما يثبت أن الإنسانية انتهت في هذا الزمان .
لقد تمادى المحتلون العنصريون في كل تصرفاتهم وأفعالهم وبشاعة جرائمهم في غزة، وقد جعلهم الصمت العربي والإسلامي والدولي يمعنون بالقتل ولا أحد يحاسبهم وقد أفلتوا من العقاب ، ويمارسون كل أصناف القتل دون أي اعتبار لأحد، وبمختلف الأساليب بين المدن والأحياء السكنية، إذ أن هذا التمادي جعلهم يرسلون طائراتهم لأول مرة لقصف المدنيين في مدن الضفة الغربية ، فكيف لغزة أن تقصف وحدها، فهم يريدون توحيد الضفة مع القطاع باجرامهم ومجازرهم التي تعجز كل الدول والمنظمات الدولية عن وقف الشر الذي يخرج من عيونهم وهم أكثر الناس شرا في هذا العالم ..
غياب المساءلة جعل هؤلاء الصهاينة يتمادون في ارتكاب مجازرهم وصمتنا جعلنا نفقد احترامنا في دول العالم .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :