لن نقف مع العصابات بقلم: حازم الخالدي


هل يمكن لنا أن نقف مع عصابات ، أو محتلين ، أو الذين يمارسون الفصل العنصري ،أو الذين يقتلون الناس الأبرياء أو يغتالون الفرح ويمنعون الناس أن يبتسموا ويوزعون الحلوى في بيوتهم ، هل يمكن لنا أن نكون مع هؤلاء القتلة الذين لا يعرفون سوى لغة الاجرام ، هل هذه هي وظيفتنا التي يريد منا البعض أن يدفعنا باتجاهها ؟
لا نعرف إن كان هؤلاء يستحقون أن نتجاور معهم أو أن نعاهدهم أم أن نمد أيدينا إليهم، أو أن نحاورهم أو
أن يكون بيننا وبينهم أي ثقة ، وهم مجردون من الإنسانية ، أو أن نذل أنفسنا إليهم، أو أن نتهاوى بين أيدهم وكأننا لا قيمة لنا، وخاصة أنهم يستخدموننا كذريعة لتحقيق أهدافهم بعد أن قاموا بتحييدنا وإبعادنا عن ساحاتهم حتى سقطنا الواحد تلو الأخر .
هل يمكن لنا أن نقف مع هؤلاء الجبناء الذين لا يقتلون سوى النساء والأطفال والشيوخ من المستضعفين ، ولم يجدوا سوى المستشفيات لحصارها وتفجيرها وإلقاء القنابل العشوائية على المدنيين في الممرات الأمنة، ويتعمدوا قتل الأطباء والصحفيين والسيارات المدنية، وسيارات الاسعاف والمدارس ومراكز التعليم ، ويتعمدوا إعاقة الشاحنات التي تحمل المساعدات ومواد الإغاثة حتى لا تصل إلى الناس المدنيين وهم على مدى أكثر من 45 يوما يعيشون بعزلة بلا ماء أو كهرباء أو وقود، ولم يجدوا ملاذا أمنا لهم بعد أن قصفت بيوتهم .
حقيقة أن هذا العالم بكل أطيافه، ومن يدعي أنه عالم حر لم يقف في وجه هذا الطاغوط، لا بل أنه يسانده ويغمض عيونه عن جرائمه، ويغفل أي تطلعات تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ليمارس حقه في الحياة ويمارس حقه في تقرير مصيره ليحصل على فرصه في التخلص من هذا الشر الذي أعاق حياته ووجوده ومستقبله ، وسدت كل الطرق أمامه ، لا بل أن هذا العدو أغلق كل منافذ السلام التي تحاول أن تفتح طريقها الدول الكبرى مع كل أزمة سياسية أو حرب تحدث في المنطقة، وفي النهاية لا نرى أي أبواب للسلام لأنها مجرد أبر تخدير، تنتهي مع انتهاء الحرب.
إن أفضل شيء لنا حتى يعم السلام في فلسطين والمنطقة أن تختفي "إسرائيل" من الوجود، فالسلام الحقيقي في المنطقة أن تعترف بحقوق الآخرين وجذورهم التاريخية ومستقبلهم الذي سيبقى الحلم لإقامة دولتهم المستقلة على تراب وطنيهم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :