على قد قروشك .. بقلم: طلعت شناعة




من أفضل الحِكَم التي تعلمناها أيام زمان مقولة» على قد فراشك مد رجليك». وكأن قائل العبارة كان يُدرك ما ستؤول اليه حياتنا، وتحديدا في هذه الأيام التي بدانا نشعر ، ربما أكثر من السابق بضرورة «شدّ الأحزمة»، وأن نمد رجلينا فقط على قد فراشنا.
ولستُ هنا بصدد جلد الذات، وتحديدا « ذات الماضي السحيق»، حتى لا أُتّهم أنني ما بصدق الاقي «جنازة عشان أشبع فيها لطم». لكن ما باليد حيلة . وسأبدأ كمواطن بنفسي وانا واحد من قلائل يمارسون «الترشيد» وليس البُخل قبل اي قرار برفع سعر اية سلعة.
لسبب بسيط ، أنني أعرف ظروفي جيدا ، وأعمل بطريقة « لا يحك جلدك مثل ظفرك».
وأُحاول أن أزرع هذه القناعات لدى أولادي، هذا « إن استطعت الى ذلك سبيلا «.
منذ أسبوعين فقط ، بدأنا بتشغيل « الصوبة» الحمرا ـ ما غيرها ـ. وقررنا مضطرين الى اتباع تعليمات السيدة زوجتي، بعدم «إشعال الصوبة « سوى في ساعات المساء المتأخرة، عندما يكون البرد على أشدّه.
وفي أول «مغامرة»، لي بعد انخفاض درجة الحرارة وشعورنا ببدء « الشتاء الحقيقي «.. «، ذهبتُ الى محطة وقود وكان يجلس في ركن « الكاز» خمسة رجال أشدّاء، كانوا منبطحين على الأرض ، يثرثرون، وحين اوقفت سيارتي بجوارهم، لم يتحركوا، وحين ظهر «جلن الكاز» في يدي، صاح احدهم «ما فيش كاز». قلت: خمسة رجال ولا يوجد كاز. رد أحدهم: هوّ كده.
بلعتُ « غضبي» واستحضرتُ « وقاري»، وقلت: شو ذنبهم اذا ما كان في كاز. .؟
وسارعت الى « محطة» ثانية وووجدت الرجل سعيدا فأدركتُ أن طلبي موجود. قال : بكااام؟
قلت: زي كل مرة ب عشرة.
وكنت أظن أنني لن أستطيع حمل «الجلن»، فانا قد ملأته بعشرة دنانير. وبالتالي لا اريد مخالفة تعليمات الطبيب بعدم «شيل» أشياء ثقيلة مراعاة لمشكلة» الدسك» وأمراض العمود الفقري.
لكنني لقيت الأمور أسهل مما توقعت، فالكمية قليلة، والاهم من ذلك ، انها تناسب قدرتي على « الحَمل والشيل». يعني «قضا أخف من قضا».
كنتُ فرحا وانا أعبر الشارع نحو سيارتي، وصارت المقارنة بين وجود كاز، وعدم وجوده.
وهذا ما جعلني أسير بخطى متأرجحة، حين تجد نفسك كمواطن بين امرين أحلاهما .. كازُ !!.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :