دعاية رخيصة. بقلم: حازم الخالدي


شارع الصحافة
حازم الخالدي

واضح أن "إسرائيل" تعيش حالة من الإفلاس، والاضطراب، وتريد أن تنتزع نصرا سريعا لها، لذلك تجدها تنشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أنها وصلت إلى مرحلة الاستسلام والانكسار، وبات انهيارها قريبا.
الفيديوهات التي نشرتها قوات الاحتلال وتزعم فيها استسلام أفراد من حركة حماس في قطاع غزة أثارت سخرية كبيرة على مستوى العالم، وهي رسالة موجهة أولا للرأي العام المحلي الذي يضغط على حكومته لإطلاق سراح الرهائن وخاصة أنه بعد أكثر من شهرين ما زالت الآلة العسكرية الصهيونية عاجزة عن تحقيق أي هدف لها من هذه الحرب، وتريد أن تظهر أن ذراعها قوية، وقد وصلت إلى مقاتلي (حماس) وجردتهم من ثيابهم وأصبحوا بيديها خانعين مستسلمين، فيما الأمور عكس ذلك فمنذ بداية الحرب كان مقاتلو حماس يواجهون الجندي الإسرائيلي والدبابة الاسرائيلية وجها لوجه، ولم تظهر شجاعتهم إلا على المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ الذين كانوا يُقتلون في الممرات الآمنة وفي المستشفيات والمدارس.
رغم ذلك لم تنتصر "إسرائيل" ، لأنها لم تقدر على مواجهة مقاتلي حماس ، الذين يواجهون معركة غير عادلة، فلم يمتلكوا الطائرات ولا الصواريخ ولا المدافع ولا المروحيات والسفن البحرية ، ولم نراهم يقاتلون بعتادهم ولا يرتدون الخوذات ولا أي ألبسة عسكرية ولا حتى ألبسة وقائية ، هؤلاء رجال يقاتلون بشجاعة وبروح الايمان، ولو كانت المعركة عادلة لما استمرت القوات الإٍسرائيلية أسبوعا واحدا.
ما زالت "إسرائيل" تستخف بالعرب وتتعامل معهم بعشوائية بأنهم جهلة ولا يعرفون شيئا، ومن السهل ترويج الكذب عليهم وتقديمهم ضمن مسرحيات هزلية ، وهي دراما تتكرر عبر الحروب المختلفة التي خاضتها " إسرائيل " مع العرب، وأسلوب دعائي رخيص ارتكزت عليه الصهيونية في مراحل عديدة من غياب الوعي، وربما تؤثر في هذه الأساليب على بعض الشعوب الأوروبية المتعاطفة أو التي لا تريد أن ترى اليهود في بلادها، ولكن بالنسبة إلينا أصبح أفلام محروقة، لا يستوعبها الجميع بما فيهم طلاب المدارس الابتدائية.
لذلك نقول لقادة العدو أن لا يزعجوا أنفسهم بمثل هذه الدعايات الكاذبة ، فالجميع يعرف الأساليب الدعائية المستهلكة التي تقومون بها، ونمط الأكاذيب التي تصدر عنكم ، فقد تبين أنكم جبناء لا تقصفون سوى الأطفال وهم نيام، والنساء التي تحتمي في المدارس والمستشفيات، والشيوخ الذين يجدون ملاذا لهم بين يدي الله في المساجد ، والأطباء الذين يمارسون عملهم الانساني في المستشفيات، فيمكنكم تجربة أساليب جديدة أكثر إقناعا ، وربما تستطيعون خداعنا خاصة أن لكم تجارب في الكذب والخداع والرذيلة والفساد الأخلاقي ، فأنتم أمام شعب عظيم لم ييأس من محاربتكم عبر أكثر من 75 عاما وسيظل في المواجهة حتى تحرير أرضه مهما بلغت التضحيات.
إن تجريد الرجال من ثيابهم لا يعني أنهم من حماس، وعلى اعتبار أن هؤلاء الذين استسلموا من مقاتلي حماس فلماذا لا تعلن "إسرائيل" أنها انتصرت عليهم .
ننتظر منكم فيلما جديدا تدعون فيه أن الابادة الجماعية ليست حقيقية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :